ترى من ملهمة الشاعرالطبيب ” ابراهيم ناجى “
فكتب من أجلها قصيدة ” الاطلال “
كتب هشام صلاح
لم تلق قصيدة ما لاقته قصيدة الطبيب والشاعر ” ابراهيم ناجى ” – الأطلال – من شهرة واسعة ومن فرط شهرتها تحدث بل إدعى عدد من الفنانات أنهن ملهمات الشاعر فيها وحتى أن كل واحدة منهن قالت بأنه كتبها من أجلها
ولأن ناجي كان طبيب نقابة السينمائيين والممثلين المصرية مما أتاح له فرصة التعرف على عدد كبير من الفنانات، هذه المعرفة سمحت للكثيرات منهن الادعاء بأنها ملهمة قصيدة الأطلال
تقول ابنه ناجى السيدة أميرة: “عاش ناجي حياته باحثًا عن المرأة الملهمة التي تخرج ما بداخله من قصائد وكانت أبواب قلبه مفتوحة لملهماته ليلا ونهاراً؛ وكن يتوافدن عليه كما تتوافد القصائد على أوراقه التي يكتبها لهن إعجاباً وعشقاً في جمالهن أو فنهن”،
ومن هؤلاء النساء الفنانة “أمينة رزق” وكتب فيها قصيدة “نفرتيتي الجديدة” والفنانة “زينب صدقي” وكتب فيها “وداع مريض” و”زوزو حمدي الحكيم” التي تقول بأن ناجي قال “الأطلال” فيها و “زوزو ماضي” وقال فيها قصيدة “صخرة المكس”، وادعت أنه قال فيها “الأطلال”، و”زوز نبيل” والفنانة “أمينة نور الدين”، وفيها قال بعض الأبيات الشعرية، والمطربة “شهرزاد” و”جميلة العلايلي” و”زينب حسين” والصحافية “أماني فريد” وقال فيها “الأمل” والعازفة “أنعام”، وفيها قال “صولة الحسن” وكتبها قبل شهر من رحيله؛ والراقصة “سامية جمال” وقال فيها قصيدة “بالله مالي ومالك”،
الرواية الأولى صاحبها الكاتب “محمد رضوان” في كتابه “ناجي.. شاعر الأطلال” عن الصحافية “أماني فريد” التي ذكرت القصة في مجلة “الكواكب 6/1/1989″ وقالت بأنه كان مدعواً لمأدبة غداء في بيتها سيحضره بعض الشعراء والأدباء، ولكنه تأخر عن موعده، وإذ بناجي يدخل وهو يتصبب عرقاً ويعتذر عن التأخير؛ وبدأ يقص سبب تأخره فقال:
” ذهبت إلى محل جروبي لأشتري بعض الحلوى هدية لصاحبة المائدة، وإذ بسيدة تحملق في وجهي عدة مرات ثم تقترب مني وتقول لي: ألست أنت الدكتور إبراهيم ناجي؟ وأجبتها: نعم، أنا ناجي، قالت: ألا تعرفني؟ فتفرستُ في وجهها ووجدت التجاعيد تملؤه وقد زحف الشيب إلى رأسها وبدت عجوزاً محطمة. وقال لها ناجي: آسف، لا أذكر، قالت:
أنا جارتك فلانة التي كنتُ أسكن إلى جواركم في حدائق القبة، وكنا متحابين وتعاهدنا على الزواج ولكن إرادة الله شاءت غير ذلك وتزوجتُ أنا؛ وأنت ما زلتَ تدرسُ في كلية الطب. ثم أخذ ناجي ورقة وبدأ بكتابة قصيدة “الأطلال” واستمر يكتب قصيدته وهو يرتجف والعرق يتصبب منه، ولم يأكل شيئاً وتركنا وخرج لنسمع بعد ذلك عن قصيدته التي أتمه”.
الرواية الثانية صاحبتها ابنته أميرة تقول :
” كُتب أبى الأطلال لفتاة تدعى “عفت” وهي الحب الأول في حياة أبي فكان حب مراهقة وهي ابنة الجيران وكان بين عائلة “عفت” وعائلة والدي صداقة قوية وكان بينهما زيارات عائلية فتعلق أبي بعفت ولكنها لم تكن تتحدث اللغة العربية فتعلم الفرنسية من أجلها وكتب فيها أشعاره وظل يحب “عفت” في صمت دون أن يخبرها بحقيقة شعوره واقتصر حبه على النظرات والهمسات وعندما تزوجت “عفت” أصابته صدمة عاطفية حادة وظل مضربا عن الزواج وكتب قصيدة الأطلال يصف فيها حاله”.”.
وتبقى رائعة ناجى وأطلاله لغزا حائرا – يصعب حله – يتحدث عنها الكثيرون ولايزال السر حبيس قلب الشاعر ولتظل حيرة المعجبين والمحبين ومن قبلهم من اكتوى بنار الفراق حاضرة وشاغلة القلوب والخواطر
فالأطلال ليست مجرد قصيدة غنتها أم كلثوم بصوتها الشجي، وإنما هي حكاية لقلب احترق بنار حبه الصادق وعدم وفاء المحبوبة ، فما كان من شاعرنا سوى أن يعبر عن تلك المعاناة باطلاله
ترى من ملهمة الشاعرالطبيب ” ابراهيم ناجى “
فكتب من أجلها قصيدة ” الاطلال “