ترجمة/ إيمان يسري
نقلا عن/ روث ميشيلسون
الحكومة المصرية ترحب بفكرة ترميم المعبد اليهودي “إلياهو حنفي” بالإسكندرية في ظل الكثير من التساؤلات.
خصصت الحكومة المصرية مبلغ 127 مليون جنيه مصريا لترميم المعبد اليهودي بالإسكندرية والذي يعد ثاني أكبر المعابد اليهودية بالعالم وثمانية أنصاب تذكارية يهودية. وذلك إيمانا من الحكومة المصرية بأهمية التاريخ اليهودي بمصر بلد السلام والأمن.
ولكن آثار هذا القرار تساؤلات كثيرة؛ وذلك نظرا لحجم تعداد السكان اليهود بمصر الآن والذي لم يتعدى الخمسين فردا؛ كما أيضا ظن الكثير أن الحكومة المصرية لم ترغب في دمج اليهود المصرين بالمجتمع المصري.
أصبح عدد زوار المعبد اليهودي بالإسكندرية قليل جدا وذلك في مدينة كانت تعد ذات يوم موطن أصلي لأكثر من 25 ألف يهودي؛ أما الآن تضم الإسكندرية أقل من ثمانية يهودي فقط .
تم بناء معبد “إلياهو حنفي” في 1354م بواجهه كبيرة وغائرة وبصالة ترحيب داخلية كبيرة جدا تتسع لآلاف الزوار. وعندما رحل اليهود المصرين من مصر إلى إسرائيل بعد بناء إسرائيل. تهالك المبنى لعدم الإهتمام به وأدى سقوط الأمطار إلى إنهيار السطح العلوي للمبنى.
عند زيارة جريدة الحراس الأسترالية إلى المعبد؛ وجدوا أحد الزوار الأجانب بالمبعد يغطي أرضية صالة الصلاة الرئيسية بالمعبد بقماش الساتان ذات اللون الأزرق الفاتح ليرى ما بها من إنبعاج وتم ذلك تحت إشراف مهندسو شركة المقاولون العرب التي تولت أعمال الترميم بالمعبد.
قام مهندسو الشركة بفحص الأرضيات الرخامية والنوافذ الزجاجية والأخشاب الداكنة التي مازالت تحمل اسماء جماعات المصلين اليهود بالمعبد الذين رحلوا منذ عقود.
قال أحد مهندسو الشركة والذي رفض ذكر اسمه؛ “أن ترميم هذا المعبد يعد مشروع عظيم للمصرين جميعا”
وأفاد محمد أحد مهندسو الشركة أيضا ” أن ترميم هذا المعبد سينتهي خلال عام كامل؛ وحينئذ سنستعيد المبنى بأكمله”
جاء قرار ترميم المعبد بعد فترة تجاهل كبيرة من الحكومة المصرية؛ كما ذكر فى المواقع اليهودية أن الإسكندرية ترغب في محو التاريخ اليهودي؛ ولذلك بدأت الحكومة المصرية في إتخاذ القرار بالحفاظ على المبنى وترميمه بعد ضغط من اليهود في جميع أنحاء العالم والذي استمر لمدة أشهر.
رحب أليك ناكامولي عضو في حملة جمعية النبي دانيال لحماية التراث اليهودي في مصر بقرار الترميم مضيفا أن المنظمة كانت أكثر قوة في الضغط على الحكومة من أجل ترميم معبد إلياهو حنفي وذلك منذ إنهيار السقف العلوي بسبب أضرار المياه.
جدير بالذكر أن الجد الأكبر لناكامولي كان رئيس جمعية اليهود بالقاهرة والذي تم نفيه من الإسكندرية إلى لندن عندما أتهم السلطات المصرية بأنها لا تهتم لإحتياجات اليهود المصرين المهجرين.
صرحت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان أن مصر لديها سجل ضعيف في حماية الأقليات الدينية ودور العبادة، حيث أن أكبر أقلية دينية في البلاد كانت من المسيحيين الأقباط والذين يشكلون ما يقدر بنحو 10٪ فقط من السكان.
مؤخرا, توجد كثافة أمنية عالية حول معبد إلياهو حنفي بالإسكندرية؛ خاصة بعد سلسلة الإعتداءات المتكررة على المسيحيين بالكنائس القبطية بمدينة الإسكندرية.
وفي عام 2016 أوضح القانون؛ الذي طال انتظاره؛ حقوق تأمين الأقلية المسيحية بمصر وحرية بناء الكنائس بالرغم من أن منظمة حقوق الإنسان كانت ترى أن الدولة لم تفعل أي شيء لحماية الأقليات المسيحية من الهجمات الإرهابية. كما تواجه الأقليات الشيعية والبهائية في مصر نفس مشكلة عدم الأمان والمنع من بناء دور العبادة الخاصة بهم.
مصر مازالت تسعى لرئاسة الأمم المتحدة الثقافية والتراثية خاصة بعد استبعاد السفيرة السياسية السابقة مشيرة خطاب في 2016 ؛ مؤكدة أنه لا يوجد دافع خفي لإستعادة الوضع داخل هيئة الأمم المتحدة.
صرحت نيفين العارف المتحدثة الرسمية باسم وزارة الآثار المصرية؛ أن مصر دائما تقدر الأديان السماوية وتفخر بتسجيل وتأريخ التاريخ اليهودي والأنصاب التذكارية اليهودية؛ مؤكدة أن هذه المشروعات تمثل مستقبل مصر التراثي.