رامي البكري
قد أسرد لنا فضيلة الشيخ أحمد الهمشري عن وفاة النبي العدنان فقد قال
قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع
وبعدها نزل قول الله عز وجل
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
فبكى أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية
فقالوا له
ما يبكيك يا أبا بكر إنها آية مثل كل آيه نزلت على رسول الله
فقال هذا نعي رسول الله
وعاد الرسول وقبل وفاته بـ 9 أيام
نزلت آخر آية من القرآن
( واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)
وبدأ الوجع يظهر علي الرسول
فقال أريد أن أزور شهداء أحد
فذهب الى شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء
وقال (السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وإني إن شاء الله بكم لاحق)
وأثناء رجوعه من الزيارة بكى رسول الله (صلى الله عليه واله و سلم)
فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال (اشتقت إلى إخواني)
قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله؟
قال (لا أنتم أصحابي أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني)
اللهم إنا نسالك أن نكون منهم
وعاد الرسول وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة
فقال(اجمعوا زوجاتي)
فجمعت الزوجات
فقال النبي أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟
فقلن نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي
وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة الى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مرة
فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع
ماذا أحل برسول الله ماذا أحل برسول الله
فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه
فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزارة
فقالت السيدة عائشة لم أر في حياتي أحداً يتصبب عرقاً بهذا الشكل
فتقول كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي
وتقول فأسمعه يقول( لا اله إلا الله إن للموت لسكرات)
فتقول السيدة عائشة فكثر اللغط (أي الحديث) في المسجد إشفاقاً على الرسول
فقال النبي ماهذا ؟
فقالوا: يا رسول الله يخافون عليك
فقال: (إحملوني إليهم) فأراد أن يقوم فما إستطاع
فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق فحمل النبي وصعد إلى المنبر
فكانت آخر خطبة لرسول الله وآخر كلمات له
فقال النبي: (أيها الناس كأنكم تخافون علي)
فقالوا: نعم يا رسول الله
فقال (أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم)
ثم قال(أيها الناس الله الله في الصلاة الله الله في الصلاة)
( بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة وظل يرددها)
ثم قال (أيها الناس اتقوا الله في النساء اتقوا الله في النساء اوصيكم بالنساء خيرا)
ثم قال (أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله)
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة وكان يقصد نفسه
بينما سيدنا أبوبكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة فانفجر بالبكاء وعلا نحيبه ووقف وقاطع النبي
وقال فديناك بآبائنا فديناك بأمهاتنا فديناك بأولادنا و بأزواجنا فديناك بأموالنا
وظل يرددها فنظر الناس إلى أبو بكركيف يقاطع النبي فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر
قائلاً (أيها الناس دعوا أبوبكر فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله عز وجل كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبداً)
وأخيراً قبل نزوله من المنبر بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل وفاته كآخر دعوات لهم
فقال (أواكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله)
وكانت آخر كلمة قالها كلمة موجهة إلى الأمة من على منبره قبل نزوله
قال (أيها الناس أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة)
وحمل مرة أخرى إلى بيته
وبينما هو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك فظل النبي ينظر الى السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه
ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي فلم يستطع أن يستاك به فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه
فقالت كان آخر شيء دخل جوف النبي هو ريقي فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت
تقول السيدة عائشةثم دخلت فاطمة بنت النبي فلما دخلت بكت لأن النبي لم يستطع القيام لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه
فقال النبي (أدنو مني يا فاطمة)
فحدثها النبي في أذنها، فبكت أكثر
فلما بكت قال لها النبي (أدنو مني يا فاطمة)
فحدثها مرة أخر في اذنها، فضحكت
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي؟
فقالت قال لي في المرة الأولى (يا فاطمة إني ميت الليلة) فبكيت
فلما وجدني أبكي قال(يا فاطمةأنتي أول أهلي لحاقاً بي) فضحكت
تقول السيدة عائشة: ثم قال النبي (أخرجوا من عندي في البيت) وقال (ادنو مني يا عائشة)
فنام النبي على صدر زوجته، ويرفع يده للسماء
ويقول (بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى)
تقول السيدة عائشه: فعرفت أنه يخير
ودخل سيدنا جبريل على النبي
وقال : يارسول الله، ملك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما استأذن علي أحد من قبلك
فقال النبي (ائذن له يا جبريل)
فدخل ملك الموت على النبي
وقال: السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله
فقال النبي: (بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى)
ووقف ملك الموت عند رأس النبي
وقال:
(( أيتها الروح الطيبه روح محمد بن عبد الله أخرجي إلى رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ))
تقول السيدة عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه على صدري فعرفت أنه قد مات فلم أدر ما أفعل
فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي
وفتحت بابي الذي يطل على الرجال في المسجد وأقول:
مات رسول الله مات رسول الله تقول: فانفجر المسجد بالبكاء
فهذا علي بن أبي طالب أقعد فلم يقدر ان يتحرك
وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنة ويسرى
وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود وسأقتل من قال أنه قد مات..!
أما أثبت الناس فكان
أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه
وقال: وآآآ خليلاه وآآآ صفياه وآآآ حبيباه وآآآ نبياه وقبل النبي
قال: طبت حياً وطبت ميتاً يا رسول الله.
ثم خرج يقول: من كان يعبد محمد فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
فسقط السيف من يد عمر بن الخطاب
يقول عمر فعرفت أنه قد مات
ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي
ودفن النبي صلى الله عليه وسلم
والسيده فاطمة تقول أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي
ووقفت تنعي النبي
وتقول: يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه الى جبريل ننعاه.