بعدما أدخل يده في الحذاء بحثاً عن النملة . أخرجها مرة أخرى بسرعة . تذكر أنه لا يوافق على سحق النمل .أو كسر أرجله أو تحطيم ظهره بسبب وبدون . وقلب الحذاء نعلاً على موضع قدم . ربما تخرج منه المخلوقة الصغيرة التي قرصته . فشعر بألم جمد الدم في نصفه الأيمن. وإرتعش نصف الجسم الأخر مقشعراً . خائفا من لسعة أخرى . كان في البداية يخالها من عقرب الريح التي تقطن ديار أهله الصحراويين منذ زمن . وقد ذكرته الحادثة بكونه من عين المكان . بلدته “عين العقرب” ثم إبتسم وضحك فقهقه . وتمتم ليصابر قائلاً في نفسه . وهل تخشاها ، لا ريح ولا عقرب الريح سيهزمانك يا صعلوك . هنا قيروانك إذا شئت ، ولا تخف الأن وقد وصلت إلى مشارف حيكم . ضع حقيبتك الجامعية وإجلس على الأرض قليلاً . وتذكر أن تخشوشن لتطرد عنك نعومة المدينة. فأهلك قديماً قالوا أن عقارب الريح لا تبحث عنا. بقدرما لا يعجبها كثرة الدلع من أبناء التل.
لم يعثر في الحذاء الذي جلس يفتشه على شيء. ومع هذا فتش السروال والمعطف . وغالبية حاجياته ثم وضع نظارته على جبينه. لينزلها فوق عيناه بسرعة. ويتذكر أنه في زيارة قصيرة إلى بيتهم . ويركز جيدا على أنه من شدة الإنشغال بالدراسة. قد لا يفهم ما إستجد في بلدتهم وحيهم وبيتهم. لذا لجأ إلى تنبيه نفسه بأهازيج أغنية صحراوية قديمة. ربما يستطيع الإستفادة من عطلة جامعية سباعية الأيام ، وسداسية الليالي .
التل : في لهجة الجزائرين تعني المدينة. كما يُقال بالمصرية البندر.