استيقظت صباحا كعادتى وبعداحتساء فنجان القهوة المعهود إذا بمذاقه يتدفق عبر شرايينى هممت بارتداء ملابسى للتوجه لعملى لم أشأ صبيحه هذا اليوم أن اصطحب سيارتى وآثرت أن أركب المواصلات العامة وبالفعل وجدتنى أجلس بجوار نافذة السيارة وكم أزعجنى صوت أغانى لاأعرف لصاحبها اسما أو نغما أو شجنا وقد فرضها سائق السيارة على مسامعنا فرضا ، ما هى إلا ثوان حتى دبت نقاشات حادة بين السائق والراكبين حول نقطة خلافيه جوهرية ألاهى ” خفض الصوت ” لأن الجميع لا يطيق سماع الصوت مع نسمات الصبح العليلة
وجتنى خلالها أمازح السائق بسؤال حول اسم هذا المؤدى ، بصراحة قال لى الاسم لكننى أنسيته ، وحسب ما أتذكر ، كان الاسم لأحد بهارات الطعام ولست أعرف : أشطة كان ! أم كمونه !أم كسبره ! ويبدو لى أنه الأخير وهو فعلا يجب أن يكون الأخير فى كل ما هو ممكن وغير ممكن
تركت السائق والنهيق الذى يسمعه لتتحول و تتعلق عينى بنظرات عبر نافذة السيارة اخترقت ستر الفضاء الواسع خارجها وطافت بى الذكريات بعد رؤيتى لبعض الحقول الخضراء ووجدتنى أحدث نفسى قائلا أين ذهبت خضرة الأرض ببلدنا وأين حقولها وأشجارها وحدائقها :
* فحين كنت صغيرا ارتويت الخضرة من رحيقها فسرى فى جسدى النماء ، حين كنت صغيرا ألهو بين مزارعه فرحا مسرورا مع صحبه طيبة من الأصدقاء. سنون طوال فى أحضانها مرت رسمت بقلبى الخير والصفاء . نعم كانت بلادى خضراء نشتم بربوعها عبير الزرع والماء .
* * فلماذا – ولماذا لم تعد بلادى خضراء وأين جمال الزرع والماء. فمن صاحب القرار؟
من هذا الذى يمحو وجه ارضنا الخضراء ! بأى عقل أو حكمة تستبدل الخضرة ويغتال النماء !
عاد بصرى وإدراكى الذى امتد خارج النافذة إلى داخلها لاجد أسئلة تلوح أمام عينى قبل فكرى
حول أسباب تغير ملامح الوطن ! فلم تعد البهجة هى البهجة ولم تعد الأرض هى الأرض
تذكرت حينها مصر الماضى سلة غذاء العالم بعدما أصبح أهلها الآن يعانون سوء المعيشة وتقتلهم الحاجة ويفت فى عضدهم الغلاء الفاحش بعدما انتشر بينهم كالوباء
فاالله الله فى مصر