كتب:-خالد الجارحي
خلف القضبان قضى الشاب إسلام خليل أياما وأياما؛ كسا وجهه الضعف وأرهقه المرض وأذابت الوحدة عزيمته، لأكثر من 445 يوما، عصفت به وحشة الإخفاء القسري تارة وظلمة الحبس الاحتياطي تارة آخرى، ليدفع 15 شهرًا من زهرة العمر ضريبة لجرم لم يُرتكب.
انتهت رحلة إسلام، اليوم الأحد، بقرار المحكمة بإخلاء سبيله بكفالة قدرها 50 ألف جنيه، ليخرج خليل من خلف أسوار سجن برج العرب، ويعود لأم وأب أرهقهما الشوق، وأخ لم يسأم محاولات التعريف والتذكير والتدوين اليومي بتفعيل هاشتاج #أفرجوا_عن_إسلام_خليل.
أكد نور خليل، شقيق إسلام في تصريح سابق لـ«الشاهد المصري» أن شقيقه لم تكن له علاقة من قريب أو بعيد بأي نشاط سياسي، وأن ما حدث معه كان نتيجة توجه نور للعمل كناشط حقوقي منذ ثورة يناير 2011 كغيره من الشباب الذين أثارت سنوات القمع والفساد حفظيتهم.
كما روى أن أزمة إسلام بدأت ليلة 24 مايو 2015 حينما داهمت قوات الأمن منزلهم في مركز السنطة بمحافظة الغربية، وألقت القبض على إسلام وشقيقه ووالده، ليخرج نور من محبسه، ويلحق به والده في 8 يونيو، ويستمر الاخفاء القسري لإسلام لمدة 122 يومًا، ويظهر بعدها يوم 24 سبتمبر في نيابة شرق الإسكندرية بتهمة الإنتماء لجماعة محظورة، ويدخل بعدها في مرحلة الحبس الاحتياطي.
جدير بالذكر أن إسلام قضى فترة إخفائه القسري معصوب العينين مقيد اليدين، وتلقى شتى أنواع التعذيب، فلم يخلُ الأمر من ضرب مبرح وصعق بالكهرباء، إضافة إلى تعليقه عاريًا من الرسغين والكاحلين لساعات طويلة، ما تسبب في إصابته بنوبات غيبوبة وفقدان للوعي، ولازالت تبعات هذا التعذيب بادية على جسده حتى الآن، وفقًا لرواية شقيقه.