.
خميس حبيب
أحالت نيابة جنوب بنها الكلية عامل كنيسة مارمرقس بشبرا الخيمة إلى محكمة الجنايات خلال ساعات لاتهامه بقتل الكاهن مقار سعد بعد إطلاق الرصاص عليه وذلك بعد ١٠ أيام من وقوع الجريمة. باشر التحقيقات وأعد أمر الإحالة المستشار أحمد البلتاجي رئيس نيابة شبرا الخيمة بعد ورود كافة التقارير الفنية الخاصة بالصفة التشريحية للمجني عليه من الطب الشرعي والذي أفاد أن المجني عليه أصيب بـ٧ طلقات في الرأس والوجه والصدر كما ورد فحص سلاح الجريمة من الادلة الجنائية وكشف عن تطابق اعيرته مع التي اصابت جسد المجني عليه. وقدمت النيابة باشراف المستشار خالد الاتربي المحامي العام لنيابات جنوب بنها الكلية المتهم لمحكمة الجنايات بتهمتي القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد وحيازة سىلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص وذلك بعد ١٠ ايام فقط من وقوع الجريمة انتهت خلالها التحقيقات متضمنة اعترافات المتهم وتمثيله الجريمة في حضور النيابة العامة وسط حراسة مشددة وسماع اقوال شهود العيان والضباط مجري التحريات، فيما تضمن امر الاحالة ملخصا للاعترافات التفصيلية التي ادلي بها المتهم حول ارتكابه الجريمة بالاضافة الي تقرير خبراء ماسبيرو حول تفريغ كاميرات المراقبة التي سجلت الجريمة. وروي المتهم كمال.ش 54 سنة تفاصيل يوم الجريمة وعلاقته بالكاهن منذ بداية عمله حيث قال إنه بدأ العمل عاملا في الكنيسة منذ قرابة 4 سنوات وحينها فوجيء بان المرتب 800 جنيه فتحدث مع الكاهن خاصة أنه لديه 9 بنات ولن يتمكن من الانفاق عليهن بذلك المبلغ فطمأنه الكاهن واخبره انه لن يعتمد علي المرتب فقط والكنيسة هتصرف له مواد عينية من لحوم ودواجن ومستلزمات المنزل كما انهم سيقومون بمساعدته في زواج بناته التسع، وأضاف المتهم انه بعد 4 أشهر من عمله بالكنيسة وفي منتصف عام 2015 اختفت احدي بناته فاعتقد انها تم خطفها فطلب من نجل شقيقه شراء سلاح ناري له وأعطاه مبلغ 10 آلاف جنيه اشتري له بها طبنجة 9 مم وأخفاها في الطابق الخامس بالكنيسة المخصص للامتعة ليستخدمه في قتل خاطف ابنته. أضاف المتهم انه طلب من الكاهن مساعدته في ايجاد ابنته وكان يعده دائما بالبحث عنها حتي اعتقد انه يعرف مكانها ويرفض ابلاغه به ويبدي لامبالاة في البحث عنها أو اخباره بمكانها، استطرد المتهم قائلا: “أبونا مقار وعدني هيديني فلوس عشان اجوز بنتي وكان بيخلف معايا غير انه كان دايما شديد معايا وبيسيء معاملتي ويقولي الحريم اللي هنا بتشتغل احسن منك وانا يا بيه صعيدي وكرامتي اغلي من اي حاجة”. وعن اللحظات التي سبقت الجريمة قال المتهم انه كان يحتاج مبلغ 25 الف جنيه لانهاء متطلبات زواج ابنته ووعده الكاهن باعطائها له وتقدم بطلب سلفة 2000 جنيه تم الموافقة علي اعطائه 500 جنيه فقط وصرف له الكاهن مبلغ 1000 جنيه من صندوق الجمعية الخيرية بالكنيسة وبعد تجميع مبالغ من الكاتدرائية اصبح اجمالي المبلغ معه 11 الف جنيه فذهب للتحدث مع الكاهن ليخبره ان المبلغ لن يكفيه ويطلب تكملتها ل 25 الف جنيه الا ان الكاهن رفض اعطائه مبالغ اخري ليردد المتهم: “كان ناشف معايا اوي في الفلوس فقررت اقتله”. كشفت التحقيقات ان المتهم بيت النية لقتل الكاهن حيث اعترف المتهم قائلا: “اخر مرة حصل بينا مشادة وقالي مفيش فلوس تاني قررت اقتله طلعت الدور الخامس الساعة 9 صباحا وأحضرت الطبنجة اللي خبيتها هناك من 3 سنين حطيتها في جنبي ونزلت عشان انفذ الجريمة” واستكمل انه انتظر انتهاء الكاهن من القداس وانصراف المصلين حتي لا يكون هناك عدد كبير من رواد الكنيسة ونظرا لانه يعلم طقوس الكاهن وتحركاته تبعه الي حيث اعتاد الجلوس عقب القداس في “الكانتين” لشرب الشاي ولقاء بعض العاملين ورواد الكنيسة فانتظر جلوسه علي الكرسي ودخل الي الحمام شرب كوب من المياه وعاد الي مكان الكاهن أخرج سلاحه من بين طيات ملابسه وباغته باطلاق وابلا من الاعيرة النارية صوبه بطريقة عشوائية فانهي خزينة الطبنجة كاملة عليه واصابته طلقة منها في الراس. اسفرت معاينة النيابة عن العثور علي كاميرا مراقبة مسلطة مباشرة علي مسرح الجريمة وسجلت لحظاتها كاملة وتبين ان الواقعة استغرقت 59 ثانية حيث ظهر في الفيديو المتهم يتوجه الي الكاهن ويطلق صوبه الرصاص في وجود فتاة تبين انها تدعي جوليا 16 سنة نجلة عاملة الكانتين التي هربت ما ان اطلق المتهم الرصاص ثم حضرت والدتها حاولت الإمساك بالمتهم ومنعه من قتل الكاهن وأشهر السلاح في وجهها ما دفعها للهرب ثم فر المتهم خارجا من الكنيسة ليلتقي فرد الأمن الذي هرع ناحية صوت الرصاص فادعي العامل عدم معرفته بالسبب وخرج من الكنيسة الي الشارع ثم توجه إلى قسم الشرطة وسلم نفسه. واجهت النيابة المتهم بمقطع الفيديو وقال: “انا عارف ان في كاميرا مراقبة علي المكان ده وكان ممكن اعطلها بس كنت عايز الناس كلها تشوفني وانا بقتله” في حين استمعت النيابة لاقوال الفتاة التي شهدت الجريمة واصيبت بحالة صدمة وفقدان نطق مؤقت والتي قررت في اقوالها ان الكاهن كان شخصا محترما وطيبا ولكنه كان حازما في التعامل مع الجميع ويعطي من يستحق ونفوا جميعا اقوال المتهم بان المجني عليه كان يسيء معاملته. أشارت تحقيقات النيابة إلى أن المتهم ليس له أي تاريخ مرضي او تلقي علاجا نفسيا مسبقا حيث أكد جميع زملائه في كامل قواه العقلية كما تبين ان سلاح الجريمة مبلغ بسرقته من صاحب شركة للحديد والصلب منذ عدة سنوات.