المنيا : علاء سليمان
من المعروف ان الفنّانُين يُعَبّرونَ عَن مَشاعِرِهِم تجاه مجتمعهم والطبيعة وما تظهرهُ الحياةُ لَهُم مِن خِلالِ استخدامِ وَسيلَةٍ فَنيّة؛ فعلى سبيلِ المثال عندما نُشاهِدُ لوحَةٌ فَنيّة أو قِطعَة مُوسيقيّة فَهِيَ تُحرّر الفنان مِنَ الحالةِ التي يعيشُ فيها سواء كان الخوف، أو القلق، أو الغضب، أو أي مشاعِر مكبوتَةٌ فِي داخلهِ يُخرِجها لِكَي تقودهُ بعدَ ذلك إلى الاستقرار النفسي، لأنّ كَبتِ المشاعر والأحاسيس لفتراتٍ طويلة تُسَبب الكثير مِنَ العُقَد النّفسِيّة.
ولكن عندما يواجهون اجماح من بعض فئات المجتمع يكون بدايةً وإيذاناً لتعسر المشوار الفني .
ويزخر المجتمع المصري بالفنانين عامةً وفى محافظة المنيا خاصةً فدورنا المهني يقتضى تسليط الضوء على شخصية فنية مميزة بنت محافظة المنيا التي لديها قدرات مميزة فى الرسم الفني والخط العربي وهى الفنانة ( بطه فرغلى احمد ) خريجة معهد الخط العربي
تقول ” بطة ” ان الموهبة بدأت من الصغر ولكنها خرجت للنور من عامين
وقد واجهت عقبات عديدة ولكنها تخطتها بقدراتها الإرادية فكان أول عقبة هى مدرس بمعهد الخط العربى الذي انبهر بالرسومات الفنية لها ولكنه اعترض وبشدة على رسوماتها بأنها ” حرام ” فتوقفت بضع شهور ولكنها سرعان ما عادت لتخرج لنا رسومات ذات قيمة فنية مميزة .
وأكدت ” بطة ” أنها تعرضت لعقبة أخرى حيث رسمت مناظر جمالية لمحافظة المنيا تحوى على كنز جمالي كانت تود إهدائها لمحافظ المنيا لتوضع بمبنى المحافظة ولكن تم سرقتها بمعهد الخط العربي !!! ولكنها تخطت هذه العقبة بتشجيع والدها
وأضافت “بطة” ان الكتابة من أهم الطرق التي يستطيع الإنسان من خلالها التعبير عمَّا يجيش في صدره أو يجول بخاطره. ويقاس تقدم الشعوب والحضارات بمقدار تقدم وانتشار معارفها وفنونها بالكتابة وأيضا يفيد الخط فى حياتنا المعيشية حيث لا نستطيع قراءة ” روشتة الدكتور ” !! وكذلك بعض أستاذة الجامعة لا تفهم ما يكتبوه على السبورة نظراً لسوء خطهم !!
ولكن يواجه معهد الخط العربي العديد من السلبيات تتلخص فى قلة الاهتمام به كثروة فنية بدايةً من الدراسة حيث يدرس الدارس 6 سنوات وتكون المحصلة ” حاصل على بلوم” فلماذا لا يكتب مثلا ” حاصل على المعهد العالي للخط العربي” !! بالإضافة الى استقلال تبعية المعهد من وزارة التربية والتعليم الى وزارة التعليم العالي و إلحاق المعهد بالحرم الجامعي وتغيير المناهج الدراسية والإمكانات المتاحة بما يعود بالفائدة على المجتمع .
وعندما نؤكد أن التعليم مسؤولية تربوية، فأننا نعي أهمية وجود معلم نابه ولأنه لا يمكن بناء الأمّة إلّا من خلال معلم قادر على صناعة و تبنى الأجيال واستثمار وتنمية الفنون فلا نخفى ان نقول ان ” بطة فرغلى ” حصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية والأولى على المحافظة ولم يتم تكريمها حتى ولو بشهادة تقدير بل أُكتفى بكلمات التشجيع فقط !!
وتسير ” بطة” على نهجها الفني لتثرى حياتنا فناً راقيا يخرج الى النور وسط ظلام مليء بالتحديات
وتنفرد الجريدة بنشر تفاصيل أخرى في العدد القادم .