من شرالأدواء والأمراض التى ابتلى به مجتمعنا وبخاصة مجتمعنا التعليمى آفة بطانة أصحاب المصالح والمنتفعين أولئك الذين يدورون دائما فى فلك كل صاحب لمناصب أوالكراسى ، فهم أصحاب الوجوه المتعددة الذين يأكلون على كل الموائد
– فهل هم الوفياء حقا ؟ – الأجابة / لا- لأن وفاءهم مرتبط بحجم مصالحهم ومدى تحققها مع صاحب المنصب فإن زال منصبه تخلوا عنه وتحولوا إلى أول المنتقدين له والهاتكين لستره !
ولذا كثيرا ما حذرنا الصالحون والحكماء من هؤلاء بقولهم : ” إياكم وبطانه السوء “
فبطانة السوء هى كبطانة شفافة يرى ما بدخلها من خارجها إن حب المسئول لسماع كلمات الشكر والثناء مع المديح من جانب المنافقين هو عين الخطأ لأن كلامهم معظمه من نوع النفاق الوظيفى والمجتمعى والذى يهدف لتحقيق المصلحة والقرب من المسئول وقد صدق الشاعرالذى قال :
ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا التحفت به فإنك عار .
وعليه فصاحب المنصب اللبيب من يقبل النقد قبل المدح شريطة أن يكون الناقد حسن النية هدفه نقد بناء لا نقد هدم تشكيك ، بغية فرض الذات على الآخرين
فالحذرالحذر من بطانة السوء فدعمهم ومساندتهم ” غثاء كغئاء السيل ” ، فخطرهم أشد من نفعهم ، وشرورهم أعظم من خيرهم عن كان منهم خير
” ولا ينبؤك مثل خبير” والأيام خير خبير وشاهد فكل يوم يمرنرى تساقط العديد من بطانة المصالح والمنافع والذين حققوا أحلاما ونجاحات واهية لا أصل لها ولا سند سرعان ما تنهدم وتتلاشى فهى كسحابة لا خير منها ولا فيها ما إن تشرق شمس الحقيقة عليها إلا وأزالتها وبددتها فدعمهم قد انتهى وظهرهم قد انكشف ومحبتهم قد استحالت إلى بغض وكراهية ولننتظر فكل يوم يسقط قناع من أقنة الزيف زيفهم وتملقهم