كتبت : نور السبكى
شارك الأمين العام لمركز “الملك عبدالله بن عبدالعزيز” العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) في فعاليات الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، بعنوان «السلم العالمي والخوف من الإسلام»،بمشاركات عالمية.
وترأس بن معمر وأدار الجلسة العلمية: (الإسلام والعالم: مسارات التعارف والتضامن)، التي شارك فيها كل من معالي الوزير/السيد أحمد ولد أهل داود، “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا”، والدكتور/حمزة يوسف”رئيس كلية الزيتونة ونائب رئيس منتدى تعزيز السلم”، والبروفسور/ وليام فندلي “أمين عام منظمة الأديان من أجل السلام”، والدكتور/ علي بن تميم “مدير عام شركة أبو ظبي للإعلام”.
وتناول الباحثون والمفكرون في هذا المحور(الإسلام والعالم: مسارات التعارف والتضامن)، التفكير في الوسائل والأدوات التي تساهم في ترسيخ التعارف بين المسلمين وغيرهم وتصحيح الصورة الذهنية وإطلاق مبادرات مؤسسية لبناء علاقات مع الآخر والعمل على تصحيح سوء الفهم المتبادل وإزالة جدران الخوف وبناء الثقة، ومكافحة التطرف والكراهية، وبناء علاقات تعارف وتعايش سيكون لها إذا تحقَّقت آثار إيجابية على السلم داخل المجتمعات التعددية وفي العلاقات الدولية، دون إغفال العقبات والعوائق الكثيرة التي تجعل تحقق هذا النوع من العلاقات هدفاً يستحق بذل العقلاء والحكماء من الطرفين أقصى جهودهم لبناء حصون السلم في عقول البشر، في مرحلة يسهل فيها التواصل الإنساني، وتتداعى فيها المنظمات الحكومية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني وتعزيز المشترك الإنساني إلى إغاثة الملهوفين مع المختلفين دينًاوعرقًا، ومواجهة دعوات الكراهية والعنصرية؛ حيث لا تتأسس جهود التعارف والتضامن على فراغ، بل بوسع الإنسانية استثمار وتنمية مشتركات في غاية الأهمية رمزيًا ووظيفيًا، وعلى مستويات عدة، فعلى المستوى الديني توجد مساحة كبيرة من المشتركات، وجوهر الأديان من حيث الممارسة العملية تزكية النفوس لتثمر الفضيلة ومحبة الخْلق وحسن المعاملة والتعاون على الخير.
وقد أكّد بن معمر، على جدارة هذا المنتدى، في دورته الرابعة الذي ترعاه دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، برعاية كريمة من سمو {الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان}، “وزير الخارجية والتعاون الدولي”، ويرأسه معالي {الشيخ الدكتور عبد الله بن بيّه}،وسعيه الحثيث لترسيخ قيم السلم في المجتمعات الإسلامية ومساهماًفي إيجاد القواسم المشتركة لترسيخ التعايش والحوار والتسامح بين بنى البشر جميعًا، جنبًا إلى جنب مع تقدير دور العلماء في نشر المنهجية السليمة للتدين والعمل على فهمها الفهم الصحيح.
مشيرًا أن المنتدى في دورته الرابع، يناقش موضوع:(السلم العالمي والخوف من الإسلامي)؛ لقطع الطريق على التطرف ودعاة الكراهية، بعد اتساع رقعة الخوف من الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية، ويهدف المنتدى لطرح رؤية إسلامية معاصرة عن مفهوم السلم العالمي وطرح إسهامات الإسلام في السلم العالمي.
وقال بن معمر: إن إطلاق مصطلح “الإرهاب” ومحاولة ربطه “بالإسلام”، أطلقت من قبل سياسيين وإعلاميين غربيين وتم تكرارها سياسياً وإعلامياً من خلال محاولات باطله لتثبيتها على ديننا الإسلامي الحنيف ، ونتيجة لأفعال متطرفين ومجرمين يدعون انتمائهم للدين الإسلامي والإسلام منهم براء من خلال الإعلام والأحزاب اليمنية المتطرفة، بما يناقض قيمه العظيمة التي بنى عليها حضارته؛ مشيرًا إلى أن علينا واجب ديني وحضاري للقيام بمهمة عالمية تكمن في تطبيق تعاليم ديننا الحنيف من وسطية وإعتدال وسلام وتعايش لإبراز عدلنا وتعايشنا واحترامنا للإنسانية جمعاء وتعزيز المشترك الإنساني بيننا، حيث يملك المسلمين كنوزًا لا حصر لها لتعزيز السلم العالمي والتعايش المجتمعي.
مشيرًا إلى حاجتنا إلى الخروج من دائرة النخب إلى العموم بمختلف فئاتهم ولن يتم ذلك إلا بالجمع بين موائمة النظام مع الأخلاق والقيم وتطبيقها بحزم لا يقبل ازدواجية المعايير.
واختتم تصريحه بقوله:أن المملكة العربية السعودية بقيادة{خادم الحرمين الشريفين} الملك “سلمان بن عبدالعزيز” وسمو {ولي العهد صاحب السموالملكي} “الأمير محمد بن سلمان”، تمكنا بتوفيق من الله من قيادة العالم الإسلامي بمبادرات متنوعه ومؤسسات راسخة ومشاركات عالمية “لمكافحة الإرهاب” والتطرف وبناء السلام العالمي بمراكز عالمية متخصصة.
مشيرًا إلى الجهود المبذولة والمحمودة لكل من المركز العالمي لمكافحة التطرّف (اعتدال) ومركز (الملك سلمان العالمي للسلام) والجهود الكريمة التي تقوم بها “رابطة العالم الإسلامي” بالإضافة إلى تنوع أدوات الحوار المحلي والعالمي التي تتبناها (مركز الملك عبدالعزيز) للحوار الوطني (ومركز الملك عبدالله) العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ورعته {المملكة العربية السعودية} بمشاركة النمسا، وإسبانيا، والفاتيكان، كعضو مؤسّس مراقب لنشر وتعزيز قيم الحوار والتعايش محليًا وتعزيز المشتركات الإنسانية عالميًا.
فقد بدأت تقطف ثمار الصبر وذلك من خﻻل التخطيط والعمل بالدعم والرعاية الكريمة من المملكة، حيث حقق المركز مشاركات عالمية مع الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، وكثير من المؤسسات الدولية.
وقد أستطاع المركز إنشاء منصات حوار متنوعة في نيجيريا، وميانمار، وفي الدول العربية، بالإضافة إلى جهوده التي يقوم بها من خلال التدريب على شبكات التواصل الاجتماعي، وبرنامج الزمالة الدولي، وبرامج تعزيزالعيش المشترك، تحت مظلة المواطنة المشتركة.