محمد فتحى
قال فضيلة الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إنه ومنذ تولى مسئولية رئاسة الجامعة، وقد اعتمد سياسة الباب المفتوح، مع أبنائه وبناته من الطلاب والطالبات، مؤكدا أننا جميعا نشرف بانتمائنا إلى هذه المؤسسة العريقة التي يزيد عمرها على الألف عام في نشر منهج الإسلام الوسطي والمعتدل، ليس في مصر وحدها، بل في ربوع الدنيا.
جاء ذلك خلال مشاركته اليوم بفعاليات منتدى الشباب الخامس، للندوة العالمية لشباب العالم الاسلامي بمحافظة الإسماعيلية، والمقام تحت عنوان “الشباب وصناعة المستقبل”، وينظمها المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والاغاثة، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وشدد فضيلته على أن شغل إدارة الجامعة الشاغل هو التواصل المباشر والفعال مع كل طلاب ومنتسبي الجامعة سواء في القاهرة أو الأقاليم، أو الوافدين من دول العالم المختلفة، موضحًا أن الهدف من مثل هذا اللقاء المفتوح، الذي يحرص على عقده بشكل متكرر، هو الاستماع إلى المقترحات والإجابة على جميع الاستفسارات في كل ما يتعلق بشؤون طلاب وطالبات الجامعة، حتى لا يكونوا عرضة للشائعات المغرضة.
واستعرض رئيس الجامعة، في كلمته مجموعة من النقاط المهمة التي تم تداولها بشكل خاطئ ومعلومات مغلوطة بهدف تشويه الجهود التي تقوم بها إدارة الجامعة، كقرار إعلان نتائج كل ترم على حدة، وملف الكتاب الموحد، وتطبيق نظام الكتاب الإلكتروني، مؤكدًا أن الجامعة تراعي في جميع قراراتها مصلحة الطلاب والطالبات، محذرا الطلاب من الوقوع تحت تأثير الشائعات التي يروجها البعض من خلال مواقع “التواصل الاجتماعي” بهدف زعزعة ثقتهم بمؤسستهم العريقة، والتشكيك في الانجازات والطفرات التي نحققها، والنيل من عزيمتهم وثقتهم بأنفسهم، وإشاعة جو من الإحباط واليأس، مشيراً إلى أن خلف هذا الأمر صفحات مشبوهة، تسعى لإشاعة الفوضى بين الشباب .
ولفت المحرصاوي، إلى أن جامعة الأزهر خلال الفترة الماضية تم اختيارها لتكون على رأس خمس عشرة جامعة من بين 1500 جامعة على مستوى قارة أفريقيا، في التصنيف الأفريقي الأوروبي، كما تم اختيارها لاستضافة المقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الأفريقية لدول شمال أفريقيا، وتنظيم الأولمبياد الأول لشباب جامعات أفريقيا برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والتي جرت فعالياته خلال الأسبوع الماضي.
مؤكدًا أنه لو أردنا أن نجلس لنعدد ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية، سنحتاج للقاءات ولقاءات على مدى أيام، موضحًا أن ما تحققه الجامعة هو تأكيدًا لمكانتها المحلية والإقليمية والدولية، انطلاقا من دورها التاريخي في نشر التسامح والسلام، وبما لها من دور رائد في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع والإنسانية، باعتبارها أقدم وأكبر جامعة أفريقية؛ وكونها شريكًا فاعلًا في عملية تطوير التعليم العالي بقارة أفريقيا، وتعظيم دوره في عمليات التقارب والتنمية والبناء في القارة السوداء.
مكررًا أن على المنتسبين للأزهر أن يفتخروا بأزهرهم، مشيرًا إلى أن جامعة الأزهر بها أكثر من ثمانين كلية تغطي جمهورية مصر العربية من الإسكندرية في الشمال إلى أسوان بالجنوب، ولديها قطاع طبي الأقوى والأفضل على مستوى قارة أفريقيا، حسب تصنيف اللجنة الأفريقية الأوروبية، وعلمائها رواد في جميع المجالات على مستوى مصر والعالم، ولعلكم جميعا تابعتم تكريم الدكتور عبدالشافي عبادة، أستاذ الرياضيات بكلية العلوم، والملقب بـ”خوارزمي العصر” وحصوله علي جائزة كوامي نكروما للتمييز العلمي في مجال العلوم الأساسية خلال انعقاد القمة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ونبه رئيس جامعة الأزهر، إلى أنه هنا لا يتحدث عن ريادة الأزهر في العلوم الإسلامية والنظرية، فهذا معروف ولا يحتاج إلى بيان، وإن ما يذكره هنا كلها انجازات في العلوم العملية والتطبيقية، موضحًا بمثال قريب وليس على سبيل الحصر، بفوز جامعة الأزهر بثلاثة ميداليات ذهبية ورابعة فضية، على مستوى الجامعات المصرية، في المؤتمر الدولي الخامس للابتكار، الذى نظمته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، وفوز مكتب الـ”تيكو” بجامعة الأزهر بالمركز الأول على جميع مكاتب التيكو بالجامعات المصرية وحصوله على الجائزة الذهبية، وفوز الدكتور محمد جلال فرغلي، أستاذ ورئيس قسم التعدين والبترول بكلية هندسة الأزهر بقنا ومدير مكتب التايكو بالمركز الأول والجائزة الذهبية في مجال الابتكارات العلمية عن ابتكار وحدة معالجة مياه الصرف الصناعي صديق للبيئة (سيكلووش).
قائلًا: أليس هذا أبلغ رد على كل ما يشاع عن جامعة الأزهر، بخصوص عدم اهتمامها بالأقاليم، فما نتحدث عنه هنا كلية الهندسة بقنا، والأمثلة والنماذج عديدة فنجد أيضًا أساتذة قطاع الطب في جامعة الأزهر يشغلون أماكن متميزة في البورد المصري بمختلف تخصصاته، مما يؤكد أننا ماضون في الطريق الصحيح في جامعة الأزهر، ويؤكد أيضا على أن الجامعة كما هي متميزة ومتفردة في العلوم الشرعية والعربية فهي أيضا متميزة في العلوم التطبيقية التي تخدم المجتمع الإنساني محليًا ودوليًا .
شارك في لقاء شباب العالم الإسلامي كل من الدكتور حامد أبو طالب، مستشار فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الأمين العام المساعد للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والأستاذ عبد المجيد أبو عقيل، رئيس لجنة العالم العربي المشرف على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمصر، والمهندس خالد الشكر، مدير عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمصر، والأستاذ مصطفى الشيمي، مدير مكتب الهيئة العالمية للكتاب والسنه بمصر، والأستاذ عاطف عبد العاطي، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب بجامعة الأزهر.