الهجمة بربرية رقم ،،،
بقلم /مجدي بكر أبو عيطا:
إن القارئ الجيد للتاريخ العربي والمصري يدرك أن هناك أيادى متربصة عبر التاريخ وكأنها تحمل العداء وتتبادل الأدوار فى شن حملات سافرة ومغرضة وعدائية متتالية عبر الزمن على نفس المكان فى مختلف الأزمان ولكنها جميعا إلى خيبة وزوال ولكن قد تكون المحنة ثقيلة على من يعيشها ومن يتجرع ألمها ويجنى شوكها ورمادها ولكن النصر دليل النهاية وكأنهم رغم فشلهم الذريع يعاودون الكرة تلو الكرة كلما ظنوا أننا فى ركاد وفرقة وصراع يدبرون له ويعدونه وننزلق ورائهم وندفع الثمن ألم ولكن يعقبه أمل جديد وصحوة تنعكس عليهم حسرة و ندم قاتل ونحن نظل كما نحن مهما كانت نتائج ركامهم وشرهم المستطير فإنها أمة لاتموت بل تتجدد مع المحن وتعيد شبابها قوى خارق لاتهزه ريحهم ولاصوت مدافعهم بل هم يموتون ويتغيرون وتمحى صفحاتهم جيلابعد جيل ونظل نحن عبر كل الأجيال وحضارتنا شاهد ودليل
اقرأو تاريخ الأيام والبطولات من أحمس للسادات مرورا بكل العظماء فى صفحاتنا الخالدة حتى أكتوبر العظيم ورجاله البواسل الذين أذهلوا الدنيا تعودوا أن يذهولها فى اليرموك مع خالد بن الوليد وفى حطين مع صلاح الدين وعين جالوت مع سيف الدين قطز واسألوا رمال سيناء عن تاريخ العظماء فى أكتوبر وملاحمه الطويلة حتى أكتوبر
ولكن رغم ذلك كله تدفع أمتنا العربية ضريبة العداء والكراهية والرغبة الشديدة فى العدوان والسيطرة على منطقتنا العربية خاصة بل وضع مصر دائما فى حساباتهم كرقم مهم للغاية ضمن تلك السلسلات العدائية ولأنا فى الجيل السابق الذي تعلم التاريخ وقرأ الصفحاته بوعى واهتمام لطبيعة المرحلة فأدركنا أن هناك تشابه عدائى متكرر من على منطقتنا ووطننا العرب الكبير كما كنا نقرأ عنه هكذا والذي يراد له التفسخ والتقطيع والتشتيت منذ فجر التاريخ فحملات الفرس والرومان والهكسوس والتتار والمغول والحملات الغربية وما تلاها فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من حملات أوربية وهجمات بربرية شغلتنا طويلا وعطلت مسيرة تقدمنا وأرست دواعى الفرقة والتخلف ومنها ماعاث فينا دمارا وخرابا حتى كانت زراعة الصهاينة فى أرض العروبة لتكون هم ثقيل يعكر صفونا على الدوام بدلا من حملات مؤقتة فالهم أصبح ثقيلا بدخول القرن العشرين وناهيك عن الأطماع وإرادة الزوال وصناعة الكراهية داخل الشعوب بل صناعة الشك وبث الأفكار المسمومة بين شبابنا وشعوبنا لخلق نوع من التضارب الفكرى الذي يستطيعون من خلاله خلق صراع بديل عنهم العدو البديل من بني جلدتنا من ضعاف وسفهاء القوم ومن يغوصون فى الخيانة وراء شهواتهم ولو ببيع أهلهم فأوجدوا فينا الكثير والكثير مما يشغلنا ويعطل مسيرتنا نحو التقدم وملاحقة الدنيا بما يحملون لنا من تحديات مشينة وعداء وكراهية تتضح فى خلق الفتن
ولعل ما جروه على بلداننا العربية مما أسموه الربيع العربي المشئوم الذي تسبب فى مزيد من الخراب والدمار وكسر الاقتصاد وتفتيت الشعوب وحواضر العرب بل التي جرت وتشريد وقتل وصراع انزلق خلفه الكثيرين فما أوجد فى البلاد تغييرا ولا احدثوا جديدا بل فرقة و دمار لاقتصاد وتقطيع أوصال وخراب بلدان وقتل الأنفس ونشر الشر المستطير إنها فتن كبهيم الليل المظلم على بلداننا واستغلوا كل صغيرة تحقق أغراضهم وأوجدوا لهم أعوانا تدعى أنها تصلح وتتقمص وتزايد بما لاتملك ولاتعيشه بل تدعى وتكذب ولكنها تروغ فينا كما تروغ الثعالب فى ضحاياها وأنها وأنها ولكنها تنوب عنهم فى الدمار والخراب بل تمتد أياديهم منهم بالغدر والحقد والكراهية على أهلها فتروع الآمنين وتقتل الأمان فينا وتنشر ذعرا وخرابا
ولكن هل يحين الوقت ليتوب التائبين وينوبوا عن طريقهم وضلالهم إن كان لديهم بقية من إنسانية وأنهم يجب أن يعلموا أن هناك فى الوطن من يبذل قصارى جهده ويحرس على سلامته وسلامة الأمة ويجلب الخير والاقتصاد ولايضيعون وقتهم بل يستثمرون الوقت والحدث والزمن هل ينتصح الجميع بأننا أمام أجراس خطر وإنذار شديد بأن هناك من يريد أن يهدد بلادنا وسلامنا وأمننا واقتصادنا ويصدر لنا الشائعات والفتن وينقض علينا انقضاض الوحش على فريسته إذا ما وجدوا من غفلة أوغفوة هل نستطيع أن نصطف مع الأوطان ونصنع لها درعا واقيا وسترا ودعما ونمد لها العون لكى تنهض وتستفيق من ركاد وركام خلفته سنين عجاف كادوا يقضوا على الأخضر واليابس لولا أن من الله علينا ووقانا من خطر جسيم باستفاقة وهمة عالية وضعها الله فى خير أجناده مهما تبدلت صفحات التاريخ وانطوت فمن الله علينا بنصر يذهل العالم ويجعله مكتوفا أمام جيش الجبارين والشجعان جيش الكنانة والخلود الدرع الواقى لأمته عبر التاريخ الانسانى المتبقى بعد ضياع خراب وضياع جيوش وحواضر العرب فى اليمن وليبيا وبغداد وسوريا ولكن تموت الدنيا من حولنا ويموت حتى الطامعين ويظل هو كما هو صمام أمان لأمته ووطنه وشعبه على الأض المباركة والمحفوظة لقيام الساعة
فيا كل إنسان وياكل عربي ومصرى انتبهوا فأجراس الخطر تدق منذ حين والكثيرين لايدرون ولايسمعون فهيا نلتف جميعا حول أوطاننا ولانسمع ولانسمح لقوى الغدر وجماعات الفرقة والمنتفعة وأعوان وأيادى الشرأن تثنينا عن إيماننا بحب الوطن حمايته وصيانة عرضه ومقدساتنا من كنائس ومساجد وفلذات اكبادنا ومنشأتنا بل هيا لنبني ونشيد عمراننا ونجد السير والعمل ونعبر المحن بصدورنا وعقولنا وأفكارنا نمد الأيادى لوحدة صفوفنا فنتشابك ونتماسك لنواجه الريح مهما كانت عاتية نقلعها ولاتقلعنا حتى تسكن بشرها ويخلد الوطن وتنجو الأمة من خطر جسيم ويهلك الله عدونا وكل أثيم كما أهلك من قبلهم وليس الصبح ببعيد