الهاتف المحمول ورسائل العبرة والموعظة
بقلم هشام صلاح
الهاتف المحمول عبرة وعظة
بقلم هشام صلاح
جلست ساعة من ليل منفردا تنازعنى شجون دفينة قلبت عينى فى الغرفة أبحث عن شىء أتلهى به فإذا عينى تقع على جهاز المحمول الذى جلس ساكنا بجوارى إلا من ومضات ضئيلة يرسلها بين الفينة والأخرى ، فتلمسته بيدى علنى أجد فيه أنيسا وشرعت أتصفح تطبيقاته مرت هنية صارعت فيها الملل حتى استقرت عينى على الأسماء المسجلة به ، هالنى ما رأيت وشعرت بقشعريرة تسرى بجسدى ، أسماء كثيرة صنفتها ذاكرتى إلى أصناف عدة
* أسماء لشخصيات طواها الثرى وغابت عن دنيانا إلا من ذكريات تلح علينا بين الحين والآخر، نعم – أسماء غابت عنا بأجسادها لكن سيرتها مازالت حاضرة بما قدمت وتركت كادت يدى أن تشرع بحذفها عن ذاكرة الهاتف لكننى ترددت كثيرا وذكرت نفسى بقول الشاعر:
لعمرك ما الدّنيا بدار بقاء — كفاك بدار الموت دار فناء
فلا تعشق الدّنيا أخيّ –فإنّما يرى عاشق الدّنيا بجهد بلاء
فقلت بعدها ” لعلها العبرة والعظة أراد الهاتف إرسالها لى مؤداها ” احفظ ذكرى من غربت شمسهم عن دنيانا ولتترحم عليهم فغدا تكون إلى جوارهم “
* أسماء أخرى لشخصيات كانت تتبوأ مناصب رفيعة ولها من المكانة ما يغبطها عليها الآخرين ، لكن أين ذهبت مناصبهم وإلى من استقرت ألقابهم لقد آلت لغيرهم فهذا بريق مناصبهم قد انطفأ عنهم فتجاهلهم البعض ، وذهبت عن بعضهم خيلاؤهم وكبره ولم يبق من ذكراهم غير ما قدموا و كادت يدى ان تشرع بحذفها عن ذاكرة الهاتف – لكننى ترددت كثيرا وذكرت نفسى بقول الشاعر :
يا مريضا بالمناصب — داؤك الداء العضال
لم ترد بحر المكاسب —-يا غريقا في الضلال
أنت إن عشت نزيها —–بين عزل واعتزا ل
وإذا ما مت فيها ——مات بالفقر العيال
ذا رئيس ذا وكيل ——ذا على الاثنين عال
أنت للكل ذليل ——- قابلٌ حكم الرجال
إن للسفن لرزقا —— غير محدود المجال
فقلت بعدها ” لعلها العبرة والعظة أراد الهاتف إرسالها لى مؤداها ” احفظ ذكرى هذه الشخصيات وكن بارا بهم واحفظ لهم الود ولاتكن ممن عرفهم لأجل مصالحهم وكسب منفعة من ورائهم”
* وضعت الهاتف إلى جوارى شاكرا له تلك الرسائل التى أرسلها لى وتلك النصائح والعبرالغالية والتى قل أن يجود بها ناصح أمين أو صديق وفي فى زماننا الراهن
— مع اشرف ابوعيطة و
٢ آخرين
.