محمد العايدي
( حدث بالفعل! ) …
كان لي صديقٌ ذو فكرٌ ماديٌ بحت , فهو لا يؤمن بالغيبيات من أساسها , يري انها ليست اكثر من واقع محسوس ولكنهُ غير مرئي , وذات وقت ارتكب صديقي هذا في حق المنطق خطأ جسيم عندما طلب مني أن أعطيه الدليل علي أن النفس شيءٌ غير ماديٌ فما كان مني سوي أن قلت لهُ ” أنظر الي نفسك في المرآة !. فقال ” سأري نفسي في المرآة .. فقلت له ” أبدا ياصديقي بل ستري فمك .. أنفك .. عيناك .. ستري ملامحك فقط ليس أكثر أما نفسك التي تستمد منها وجودك وتعيش بها وعليها , تظل أمرا مستترا عنك دربا من دروب ( الغيب ) , قرر صديقي أن يكسب هذه المعركة الديالكتية بأي طريقة , فطلب مني طلبا جديدا ولكن هذه المرة يُعد طلبا خطيرا , قال ” أعطني دليلٌ قاطع مختصر علي وجود الله .. بسرعة ( البرق ) أجبتهُ ” الكفر بوجوده ! .. الكفر بالله يُعد أكبر دليل علي إثبات وجوده فكلمة (كَفر) تعن في ذاتها ( نكران .. غطاء .. حجب .. إخفاء ), ومن غير المعقول أن يحجُب أو يُغطي , أو يُخفي , المرءُ شيئا ليس لهُ وجود من الأساس ! .. أمساهُ الله صديقي هذا بكل خير فهو الآن لا يفوتهُ فردا إللا ويُصليه .. القضية في نظري ليست قضية وجود الله من عدمهُ القضية قضية ( منطق ) لا يجب إستعمال المنطق في إثبات ( اللا منطق ) فمن يرفض الاعتقاد في وجود الله يبحث سنوات وسنوات عن الحجج والأدلة التي تثبت عدم وجود الله , وعلي النقيض نجد من يؤمن بالله يبحث هو الآخر عن أدلة تؤكد وجود خالق مقتدر متعال ( الله ) فكأن الله أصبح قضية وإطار بحث الضدين ! وأصبح قضية واحدة يحارب من أجلها ( نقيضين متضادين ) .. سبحان الله العظيم .. وأنا لن أخسر شيئا اذا مت ولم أجد الله موجودا , لأنني فعلت صالح الأعمال من أجل نفسي أولا . أما الناكر لوجود الله هو من سيخسر في النهاية وسوف يتمني وقتها يعود الي الحياة من
جديد ليعبد الله بعدما رأهُ أمامهُ يُحاسب ويُعاقب ويغفر إن شاء .
محمد العايدي .. إذا لم يكن الله موجود فيجب أن نوجدهُ ..