د/مايسه عبدالحي شعيب
من هو الملك خوفو
هو ثاني ملوك الاسرة الرابعة في مصر القديمة وقد تولى الحكم بعد وفاه والده الملك( سنفرو) وقد ارسل البعثات الى وادي المغاره لإحضار الفيروز حيث وُجد اسمه وصورة تمثله وهو يهوي على راس شخص بدبوس قتال.
يوجد له تمثال وحيد عثر عليه في ابيدوس يتكون من العاج، نقش اسمه على كرسي العرش و طول التمثال 5 سنتيمتر ويوجد الان بالمتحف المصري، وطبقا لما ورد في برديه تورين قد حكما حوالي 23 سنه، وبني في عهده الهرم الاكبر في الجيزه، وكان يعد الهرم الاكبر اضخم بناء حجري في ذلك الوقت.
ولقد تزوج خوفو من عدة نساء وكان هناك نزاعات بين اولاد زوجاته المتعددات على العرش بعد وفاته.
هرم خوفو:
شيد خوفو هذا الهرم سنه 2650 قبل الميلاد واستمر حوال20 عام وجلب له احجاره من اسوان ويعتبر عصر خوفو امتدادا لعصر ابيه حيث استطاع حل المشكلات التي واجهته، واهمها اخضاع الناس لبناء الهرم الاكبر الذي كان بمثابه انتعاش احوال البلاد التجاريه والاقتصاديه.
وأقام خوفو هرمه الاكبر ليكون مئواه الابدي الا انه لم يمكث فيه كثيرا، حيث وجد تابوته المحفوظ في حجرة دفنه خاليا خلواً تاماً من كل شيء، فلا بد ان حجرة دفنه قد اقتحمت في عهد الثوره التي قامت بعد تدهور الحكم ملوك الاسره السادسه.
المأمون ومحاولة اكتشاف الهرم:
لقد ظل هرم خوفو لغز عجز الناس عن اكتشافه والنفوذ الى داخله على مره العصور الي ان جاء العصر العباسي ونشطت حركه العلوم في عهد الخليفه المامون، وكان قد سمع المامون عن اسرار مصر و اثارها القديمة، قرر الخليفه المامون النفوذ لداخل الهرم الاكبر بحثاً عن مخطوطات علمية وفلكية بداخله وسمع ايضا عن وجود معادن غريبه مقاومه للصدأ، وزجاج يلتوي دون ان ينكسر، لذلك جمعه افضل مهندسيه وبنائيه
وعماله وطلب منهم العمل على ثقب الهرم والنفوذ الى داخله و الحصول على كنوز خوفو العظيم، وظل يعمل رجال المأمون بهمة ونشاط لكن دون بادرة أمل فقد كان الهرم صلداً لا يقدر عليه البشر وقد حاول عمال المأمون بطريقه اخرى غير الثقب فصارول يحمون الصخور بالنار حتى تتقد كالجمر ثم يصبون عليها الخل فتتفتت ويصبح كسرها اسهل بضربات لها وظلوا يعملون بهذه الطريقه اياما وشهورا دون فائدة والهرم الأكبر لا يلين.
وكاد العمال ان يعلنوا التخلي عن عملهم وفشلهم الي ان سمعوا اصوات صخره ثقيلة تهوي داخل اعماق الهرم على مقربه من السرداب الذي حفروا فواصلوا العمل بهمة ونشاط اكبر بإتجاه مكان الصوت الذي سمعوه و بعد جهد شاق نفذ رجال المأمون على الممر الهابط قبل التقاءه بالممر الصاعد وهكذا صعد الرجال في الممر الى المدخل الخارجي الاصلي وثقبوه من الداخل الى الخارج.
وهكذا أعيد فتح باب الهرم الأكبر مره اخرى بعد ان ظل
مغلقا عن العالم مدة زادت عن 35 قرن، ومع كل هذا الجهد لم يجد رجال المامون كنوزاً كما توهموا، ولم يكن هناك فائده لهذا الجهد الشاق سوي تسجيل فضل اقتحام الهرم الاكبر الحصين للخليفة العربي (المأمون).
وقد جرد الهرم من كنوزه وتعرض للسلب والنهب والتخريب اكثر من مره على ايدي الكهنة انفسهم في عهد منقرع وفي عهد الثوره الشعبيه ضد الاقطاع، ولكن الهرم اغلق مره اخرى في العهد الصاوي الذي يحافظ على منجزات الاسلاف العظام وظل مغلق حتى القرن التاسع الميلادي.