سأل المعلم طلابه ذات يوم:
إذا كان هناك 4 عصافير على الشجرة وقرر 3 منها الطيران .. فكم بقي على الشجرة ؟
فأجاب الجميع ” واحد “، وسكت أحد الطلاب ولم يجب، فسأله المعلم: ما رأيك في إجابة زملائك ؟
رد عليه قائلا : خطأ .. الذي بقي ” 4 ” عصافير ، فسارت همهمة مندهشة من التلاميذ.. !! فسأله المعلم كيف ذلك؟ فقال :
لقد قلت ” قرروا ” ولم تقل ” طاروا ” واتخاذ القرار لا يعني تنفيذه ..
! وكانت الإجابة الصحيحة بالفعل .. !!
صدق الطفل العبقري فشتان ما بين اتخاذ القرار وتنفيذه ، فما أسهل الكلام وما أصعب التنفيذ
وليس كل ما يلمع ذهبا، فهذه القصة تلخص حياة الكثير ممن اتسعت فجوتهم بين كلامهم وتنفيذ كلامهم ولا داعي لذكر أمثلة لذلك فهي أكثر من الحصر!
وبخصوص الحكمة القائلة :” ليس كل ما يلمع ذهبا” فتتبادر إلى الذهن مقولة أبي حنيفة الشهيرة
(آن لأبي حنيفة أن يمد رجله) حين كان جالسا بين طلابه في المسجد، وكان يمر بظروف صحية فرضت عليه أن يمد رجليه بسبب آلام في الركبة، وأثناء ما كان يعطي الدرس مادّاً قدميه إلى الأمام. جاء مجلسه رجل عليه أمارات الوقار والفخامة والمهابة ، ويبدو كالأمراء في شكله، فجلس بين تلامذة الإمام، فما كان من أبي حنيفة إلا أن لمًّ رجليه إلى الخلف وطواهما متربعا في احترام لوجود ذلك الشيخ الوقور، وقد كان يعطي درساً عن دخول وقت صلاة الفجر، والتلاميذ يكتبون، فقال ذلك الِشيخ لأبي حنيفة دون استئذان:
يا أبا حنيفة إني سائلك فأجبني، فقال له: تفضل واسأل
فقال الرجل: أجبني إن كنت عالما ، متى يفطر الصائم ؟
ظن أبو حنيفة أن السؤال فيه مكيدة معينة أو نكتة عميقة لا يدركها علم أبي حنيفة. فأجابه على حذر: يفطر إذا غربت الشمس.
فقال الرجل بعد إجابة أبي حنيفة ووجهه ينطق بالجدِّ:
“وإذا لم تغرب شمس ذلك اليوم يا أبا حنيفة فمتى يُفطر الصائم؟!!!
وبالطبع كشف سؤاله عن مستوى تفكيره -وليته ما سأل- فقال أبو حنيفة قولته المشهورة التي ذهبت مثلاً: (آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه).. شتان ما بين الطفل والرجل الوقور!
وإذا أتينا إلى العصر الحديث فهناك ردود في منتهى الغباء تفضح شخصية صاحبها وخواءه من المشاهير في الغرب، قد ترجم بعض هذه الردود الدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله وقمت أنا بجمع بقيتها .
فمن مشاهير النجوم وجدنا (مس ألاباما) التي صارت ملكة جمال أمريكا عام 1995،حين سألوها
ٔ إذا ما استطاعت أن تعيش للأبد فهل تقبل ؟.. ولماذا ؟
أجابت : ” لن أعيش للأبد لأنه لا يجدر بنا أن نعيش للأبد .. لأنه لو عشنا للأبد فلسوف نعيش للأبد.. لكن ليس بوسعنا أن نعيش للأبد لهذا لن نعيش للأبد .. “!
(دوخيني يا لمونة)
أما النجمة (بروك شيلدز) في حملة لمنع التدخين فقد صرحت تصريحا غريبا من نوعه :
“التدخين يقتل ..وإذا أنت قُتلت فقد فقدت جزءًا مهمًا فعلاً من حياتك “!
(جزء واحد ؟!)
وفى تصريح غريب للفنانة الأمريكية (باريس هيلتون) قالت: ” لم أذهب لانجلترا ولكنى ذهبت إلى لندن فقط” !
(لا أدري متى انفصلت لندن عن إنجلترا ! أو أن نوع الحشيش من الصنف المعتبر)
وكانت أكثرهم حظا في الردود الغبية المغنية الأمريكية (بيرتنى سبيرز) التي أطلقت هذا التصريح الغريب من نوعه :
“لم أرد أن أذهب إلى اليابان ببساطة لأنني لا أحب أكل السمك، وأنا أعرف انه مشهور جداً هناك في أفريقيا”
(حقيقة في قرارة نفسي أتمنى أن تكون اليابان في إفريقيا ومن جاور السعيد يسعد) !
ومن تصريحاتها الميتافيزيقية المحيرة التي فشلوا في تفسيرها :
عندما تتواجد بجوار شخص تحبه، فالطريقة المثلى للتعبير عن شعورك هي الصمت!
(ما شاء الله عبقرية نادرة)
وفي رد مثير للارتباك ويدعو إلى قراءة كتب داروين وأينشتاين ومندل لاستيعاب الفكرة قالت (جيسيكا سيمبسون) الممثلة والمطربة الشقراء: هناك دجاج مائي نحصل منه على الأسماك!
(يا مثبت العقل في النافوخ)
أما الرياضيون فلهم نصيب لا يستهان به من الردود الغبية، حيث يطالعنا (ونستون بنيت)
لاعب كرة السلة بقوله :
“لم يسبق لي أن أجريت جراحة ركبة في أي جزء آخر من جسدي” !
(من الواضح أن طول قامته قد فرَّع أكثر من ركبة في أكثر من مكان لديه !)
أما (ديفيد بيكهام) لاعب الكرة الشهير فقد أدرى بتصريح أصابني بالدوار حين قال : “بالطبع أريد تعميد ابنتي (بروكلين) ولكن لا أعرف في أي دين بعد”.
(أي دين ؟!!)
ثم نأتي إلى المثقف العبقري(جو ثيسمان) وهو محلل رياضي يصرح قائلا بكل ثقة :
“كلمة (عبقري) لا تنطبق على كرة القدم .. العبقري هو شخص مثل نورمان أينشتاين “
(هل هو قريب ألبرت أينشتاين ؟)
أما السياسيون فلهم نصيب الأسد من التصريحات التي تنبئ عن عقليات غريبة تشي بما في داخلها من أفكار.
فقد صرح أحد مرشحي انتخابات في تكساس :
“هذا الوغد المنحط يستحق أن يركله جحش حتى الموت، وانا الرجل القادر على القيام بهذا العمل”
(لا تقل عن نفسك عن نفسك هذا فأنت جميل ! )
بينما نجد (ماريون باري)عمدة واشنطن قد طمأن المواطنين بقوله : ” فيما عدا جرائم القتل، تظل واشنطن تتمتع بأقل معدل جريمة في البلاد”
(الحمد لله أنها اقتصرت على جرائم القتل .. ربنا يطمنك يا شيخ !)
ويصحح (ال جور) وهو نائب الرئيس السابق (بيل كلنتون) المفاهيم المغلوطة عند الناس بقوله :
” ليس التلوث هو ما يؤذي البيئة، بل ما يفعل ذلك هو الشوائب في الهواء والماء “
(سبحان الله ظلمنا التلوث .. المشكلة في الشوائب !)
في حين يدافع الضابط الأمريكي كولونيل (جيرالد ولمان) عن نزعته العنصرية بذكاء شديد فيقول : “نحن لا نفرق بين الناس .. فقط نحن نستبعد نوعًا بذاته من البشر” !
(لا نفرق ولكن نستبعد ! الموقف يستعصي على الإدراك صراحة)
في حين يأتي (كيبل اندبيري) بمعلومة في غاية الأهمية قائلا :
“عادة تأتي أغلب واردات أستراليا مما وراء البحار”
(وهل عرفت البحار بما يحاك ويحدث من ورائها ؟! )
ومن أغرب المراسلات الرسمية ما أرسلته إدارة التموين – جرينفيل – ساوث كارولينا إلى أحدهم جاء فيها :
“سوف تتوقف كوبونات الطعام الخاصة بك بدءًا من مارس 1992 لأننا تلقينا مذكرة تقول إنك توفيت. ليرحمك الله. يمكنك تقديم طلب ثان في حالة تغير ظروفك “
(تحتاج ردا سريعا من مرتضى منصور فالموضوع أكبر من إمكاناتنا )
أما السناتورة (باربرا بوير) من كاليفورنيا، فقد أرادت تعزية المنكوبين جرَّاء الهزة الارضية هناك في عام 1989 فقالت لهم :
(من بقي على قيد الحياة يقول الآن الحمد لله، أما الذين ماتوا فإن حياتهم لن تعود الى سابق عهدها)
(رد أنت يا حسين !)
أما صاحب نصيب الأسد في الردود والتصريحات العابرة للقارات فهو ملك ملوك أفريقيا وعميد الحُكام العرب وألقاب أخرى تعجز ذاكرتي المتواضعة عن حصرها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ومن ضمن تصريحاته التي حيرت كل مفكري العالم :
” للمرأة حق الترشّح سواء كانت ذكراً أو أنثى “
“برّ الوالدين أهمّ من طاعة أمك وأبيك “
ما الفروق الطبيعية بين الرجل والمرأة؟ المرأة أنثى، والرجل ذكر… والمرأة طبقاً لذلك يقول طبيب أمراض النساء إنها تحيض أو تمرض كل شهر، والرجل لا يحيض لكونه ذكراً فهو لا يمرض شهرياً
وحين سئل عن معنى كلمة “ديمقراطية”، فاجأنا بأنها كلمة عربية معناها “ديمة كراسي”، أي أن يجلس الشعب على الكراسي!
(لقد أتعبت من جاء بعدك يا قذافي ) !
لمثل هذا وغيره قد قال الإمام علي كرم الله وجه :