بقلم الدكتور/ علي عبدالظاهر الضيف
أسهل دولة في العالم يحدث فيها قرار الإعدام هي مصر !
لم يستطع الشاب الصغير دفع ثمن التذكرة فحكم عليه مدير القطار بكل بساطة بالإعدام دهسا تحت عجلات القطار!
في دقائق معدودة جعل من نفسه النيابة والمحكمة واتخذ مقعد القاضي وفِي لحظة تفتقت عبقريته عن قرار الإعدام حتى يصبح عبرة لكل فقير يفكر في ركوب القطار !
والجريمة هنا جريمة مركبة فالجاني فيها هو صاحب قرار الإعدام ومن سكت عن القرار الظالم مشترك في الجريمة.
شاب شهم ينقذ فتاة من التحرش فيقوم المتحرش بكل بساطة بالحكم عليه بالإعدام بالسلاح الأبيض حتى يصبح عبرة لكل شريف يدافع عن شرف بنت.
ومعلم حافظ لكتاب الله يحكم على زوجته وأبنائه بالإعدام لأنه خسر كل مدخراته !
ومن تقتل زوجها لأنها أحبت شخصا آخر فأصدرت الحكم بإعدامه فقضت على رب اسرتها وقضت على روحها التي تنتظر إزهاقها على حبل المشنقة وقضت على مستقبل أطفالها الذين سيواجهون الدنيا بلا أب أو أم حاملين عار أمهم إلى الأبد فأضاعت الدنيا في نزوة قاتلة !
هل أصبحت شريعة الغاب هي من تحكم شعبا يعد أرقى شعوب الأرض ويحكمه القانون منذ الاف السنين ؟
ظللت فترة طويلة أتعجب حين أقرأ في القرآن قصة نبي الله موسى الذي ارتكب جريمة القتل الخطأ ، ورغم أنه ربيب القصر وهو ابن زوجة فرعون والفرعون نفسه بالتبني يهرب بعدما ارتكب جريمة قتل !
ثم اكتشف السبب في هروبه وهو وجود قانون لم يفرق بين ابن حاكم ورعية رغم جبروت فرعون .
سيدنا يوسف ألقي في السجن في وقت كانت الهمجية هي السائدة في كل أنحاء العالم، وبصرف النظر عن الحكم الجائر، لكن الشاهد في القصة وجود سجن وعقاب وقانون يحكم في دولة تعد أرقى دول العالم، وشعب ذي تاريخ عريق وأصول مشرفة .
انظروا أين كنّا وكيف أصبحنا ؟ ثم نريد التغيير إلى الأفضل ؟
نحن الدولة الوحيدة التي إذا أرادت التقدم فعليها أن ترجع إلى الوراء !
لا قيمة لأي قانون ان لم يكن القانون الداخلي من الانسانية والوازع الديني هو المحرك الأساسي للسلوك .
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”