نستأنف ما قد بدأناه من استعراض أشهر كلمات السباب في العامية المصرية لمعرفة معانيها الحقيقية ومن أين أشتقت وأصولها، وكنا قد بدأنا بشتائم النساء، واليوم مع شتائم الرجال :
(إِتِم) وتطلق على الشخص الكئيب الذي لا يضحك:
وأصلها عربي، فهي تحريف لكلمة (قاتم) أي شديد السواد، وفي التعبير المجازي تعني (الكآبة)، فالشخص القاتم كئيب و(إتم) .
(أتْوَل) أي عديم المسئولية ضعيف العقل :
وفي حقيقتها هي كلمة قبطية، وتعنى مغفلا أو جاهلا، والكلمة مركبة من «أت» بمعنى عديم وتستخدم للنفى ومن «وال» وتعنى عين أو نظر، فيكون المعنى عديم النظر وتعني مجازا جاهلا.
هذا هو المشهور عند الباحثين في أصول الكلمات، وإن كنت لا أستبعد أن يكون (أتول) معناها الذي تعرض لسحر التولة، فكأن الأتول لا يملك عقله؛ لأنه تعرض للسحر.
(بَأْف) وتطلق على الغبي :
و يعتقد البعض انها تحريف لكلمة (بقف) التي تعني جلد النعجة السميك، ولكني لا اطمئن الى هذا المعنى، وبالبحث وجدت أصلها buffوتعني بالانجليزية غير محترف أي قليل الخبرة وساذج وهو ما يتوافق مع المعنى الدراج للكلمة المصرية .
(بلِطْ) وتطلق على الشخص الثقيل الحركة والثقيل الظل :
وهي مأخوذة من الكلمة القبطية “بيلتى” وتعنى مقعد, فيكون المقصود بالكلمة أنه كثير الجلوس أو كسلان .
(بَلْطَجِي) أي الذي يتعرض للناس بالإيذاء والسلاح وسوء الخلق :
وهي مأخوذة بنفس اللفظ من اللغة التركية ( بلطجي) فبلطه”Balta” تعني الفأس ، و”جي” صفة المهنة. ففي اللغة التركية يضعون المقطع (جي) للدلالة على المهنة مثل مكوجي ، بوسطجي ،عربجي و غيرها والبلطجي هو المنتسب لسلاح البلطة في الجيش العثماني أي (حامل البلطة) ، وظيفته تمهيد الطريق للمشاة و الفرسان و يشقون الطريق أمام القوات المتقدمة. وفي مصر كانت مهمة البلطجية أن يقفوا على ناصية الشارع لحماية الناس، وسرعان ما تطور الأمر بعد ذلك بداية عصر الفتوات الذين كانوا يستخدمون “البلطجية” لتأديب الناس .
(تِنِح) وتطلق على الشخص ضعيف الاستجابة بطيء التصرف قليل الهمة :
وهى ماخوذة من القبطية “تانهو” بمعنى يستحى أو يخجل .
(جِعِرّ) وتطلق على الشخص التافه عديم الشخصية :
وفي حقيقتها هي عربية وأصلها الجعرَّى وهي دبر الحيوان .
(الخُرُونْج) ويطلق على ضعيف الخبرة الذي يسهل خداعه:
وبالبحث عن الكلمة وجدتها تحريفا لكلمة (خرنق) وهو صغير الأرنب، وكأن هذا الضعيف الجبان يشبه الأرنب مضرب المثل في الجبن، بل هو صغير الأرنب .
(الخَلْبُوص) وهو في العامية الشخص الماجن الماكر :
والخلبوص هو صبي العالمة في اللغة التركية، وتعود قصة الخلبوص إلى بداية القرن الـ 18وهو شخص أجرودى ناعم كالنساء يرتدي زي الراقصات ويمسك بالصاجات، ويقلد حركات الراقصات المبتذلة بشكل إباحى ومستفز، كما أنه هو مهرج يقوم بأوضاع بالغة الفحش وبحركات وقحة تواكب حركات الراقصة .
(خِيخَة) وتطلق على الضعيف الجبان :
موجودة في العامية المصرية وقد وجدتها كذلك في العامية الأردنية والفلسطينية والحجازية بمعناها المتعارف عليه عند المصريين، حيث تطلق على الشخص الجبان الضعيف ، وبعد البحث وجدت لها أصلا عربيا، ففي المعجم العربية (الخوخة والخوخاء) من الرجال الضعيف الأحمق، فيكون الرجل الخيخة محرفة من الخوخة والخوخاء .
( دُهُلّ) وهي تطلق على الشخص الأبله :
فقد وجدت في المعاجم العربية أصلا قد يكون هو المقصود للكلمة: وهو (داهل) ، حاله مقلوب !
(رِخِمْ) تطلق على الشخص ثقيل الظل او الشخص المشاكس الذي يضايق الناس:
وأصلها (رَخْم) وهو طائر العقاب المصري، وهو من الطيور النجسة قديما، حسب معتقداتهم، ويسمى عند العامة دجاجة فرعون، معوف بلونه الأبيض وريش الأجنحة الأسود.
(الرّذْل) وتطلق على الشخص ثقيل الظل الفظ الذي يتعامل بفظاظة :
وهي عربية فصيحة فالرَّذِيل والأَرذل: الدُّون من الناس، الخَسيس، وقيل: هو الرَّديء من كل شيء، وقد وردت في القرآن في قوله عز وجل: “واتَّبَعك الأَرْذَلون……”
(شُرَّابِة خُرْج) وتشير إلى الشخص التافه الذي لا قيمة له ولا رأي :
وكلمة “الخُرج” معروفة، وتعني الكيس أو الجوال الذي يوضع فوق الدابة، وله غطاء من شرائح القماش يسمى شُرابة، ونظراً لأنها عبارة عن شرائح من القماش فهي عديمة الفائدة لأنها لا تغطى الكيس بإحكام، ومن هنا جاءت “شرابة خرج” أى “مثل غطاء الخرج ليس له فائدة , أما أصل كلمة “شرابة” فهو الكلمة القبطية swrp “شورب” بمعنى الغطاء .
(عبيط) و تعني الأبله والأحمق :
وفي حقيقتها هي لفظة مصرية قديمة مركبة من «عا + بيط»، وتعني «عا» في الهيروغليفية حمار، وأن لفظة “بيت” تعنى شخصية، فيكون معنى الكلمتين معًا هو حمار الشخصية أو بمعن أصح شخصية الحمار.
(غَتيت) وتعني الشخص الثقيل على النفس :
في حقيقتها تحريف لكلمة غثيث أي رخيص بلا قيمة، وقد وردت في معجم المعاني الجامع عبارة “غَتَّتَ الطعام” أي أفسده، وبذلك يكون الغتيت هو رديء المعشر وتأثيره على النفس، كتأثير الأكلة “الحمضانة” على المعدة.
(لَطْخ) وتطلق على الشخص الغبي :
وبالبحث عن أصولها وجدتها كلمة عربية أصيلة، ومعناها الأحمق البليد حسب ما جاء في المعجم الوسيط .
(مِدَهْول) وتطلق على الشخص المهمل :
وهي من الفعل المصري القديم “داهول” المركب من “دا” بمعنى يعطي و”هول” وتعني “يبعد عن الهدف أو الغاية”، لذا فهي تطلق على الشخص الفاشل الذي لا يستطيع إصابة الهدف .
(النَّطْع) وتطلق على الشخص غير المسئول، الاعتمادى قليل الإحساس :
الغريب في الأمر أنها موجودة في اللغة الفصحى بمعنى مختلف تماما، فالنطع هو جلد الخروف فهو بساطٌ من جلد يُفرش تحت المحكوم عليه بالقتل، فلعل المعنى المشترك هو عدم الإحساس .