ذهبت إلى مسجد بعينه في إحدى الدول العربية بناء على إعلان عن قدوم مقرئ مصري شهير وهو داعية إسلامي محبوب .. فذهبت لاستقباله وأهديت له نسخة من كتابي الأخير (ما أخفاه التاريخ ) ورحبت بقدومه وتبادلنا عبارات التحية والثناء ..
ما حدث بعد ذلك أنني كدت أخرج من المسجد الا أنه استوقفني هذا المشهد !!
لم أكن لأتخيل أن يسب أحدٌ شخصًا مسلما في بيت من بيوت الله ويعايره بماذا …؟
يعايره بمصريته !
تلك التي لو يدرك معانيها لانزوى خجلا من نفسه وما رفع عينيه ..
ناهيك عن معايرته بمصريته التي هي شرف لي وللشخص المصري ولكن ما ساءني هو سبه له!
فذهبت إليه غاضبا وأنا بالكاد أكظم غيظي خوفا من أن تنفلت أعصابي في بيت الله ..فقال لي غاضبا وهو ينظر لي شزرا ويشير في لا مبالاة:
توكل على الله …
ولم يردّ على معاتبتي له والشر يتطاير من عينيه ..
حرمة المقام جعلتني أتراجع عن مناقشة هذا الشخص ولكن حضرتني مقالة أعجبتني من شخصية يقال إنها جزائرية وجدت فيها الرد المفحم على هذا ال… شيء ..
وإني أرسلها له بنصها في مقالتي هنا لعلها تصل إليه :
قبل أن ترفع رأسك لتناطح حذاء المصري
قبل أن تفتح فمك لتتحدث عن المصرية
قبل أن يسول لك الشيطان مقارنة دويلتك بمصر
تذكر ان هذه هي مصر فمن تكون أنت وأهلك وبلدك؟!
مصر أول دولة على كوكب الأرض منذ 10 آلاف سنة
مصر سماها الله بوحي وعلى اسمها سمى نبي الله نوح حفيده مصرايم
مصر ولد فيها نبى الله إدريس .. أول من كتب الأحرف بيده وأول من فصل الملابس ليلبسها البشر وأول من بنى بيت الله الحرام بسواعد المصريين.
مصر أول من صك النقود من آلاف السنين وحتى اليوم تسميها بعض الشعوب (مصاري) نسبة إلى مصر !
مصر التي انجبت السيدة هاجر زوج نبي الله إبراهيم وأم نبي الله اسماعيل التي يسير شتى المسلمين على شعائرها هي وابنها في الحج
مصر التي اشترى أحد ابنائها نبى الله يوسف ليعيش ويموت ويدفن في مصر.
مصر الدولة الوحيدة التي توجد بها خزائن الأرض
مصر أتى إليها كل بنى إسرائيل وعلى رأسهم نبى الله يعقوب وزوجته وأولاده .
مصر التي انقذت كل شعوب الأرض من الموت جوعاً في سنوات القحط العجاف، فأطعمتهم من خيرها فظلت صاحبة الفضل عليهم وعلى أحفادهم إلى يوم الدين.
مصر التي ولد ورعرع فيها نبى الله موسى ويكلمه الله فى الواد المقدس طوى لتكون المره الأولى والأخيرة التي يصل فيها صوت الله إلى الأرض ويسمعه بشر !
مصر انجبت السيدة آسيا زوجة فرعون وهي أول امرأة يبني الله لها قصرا بالجنة.
مصر التي نزلت بها التوراة في ألواح من السماء وهي التي أنزل الله فيها على بني إسرائيل المن والسلوى.
مصر التي اختارتها بوحي إلهي مريم بنت عمران وطفلها الرضيع نبى الله عيسى بن مريم هربا من بطش أعداء الله فتمكث بها سنوات.
مصر التي ذكرت فى القرآن الكريم خمس مرات صراحة والعديد من المرات بالإشارة دونا عن سائر بلدان الأرض وهي الوحيدة أيضا التي ذكرت في كل الكتب السماوية.
مصر التي قال فيها رسول الله: استوصوا بأهلها خيراً ..
مصر التي قال فيها عمر بن العاص إن امارة مصر تعدل كل باقى دولة الخلافه!
مصر التي خلال المجاعة في شبة الجزيرة العربية وموت الناس جوعا، أرسل لها عمر بن الخطاب بطلب الغوث من أهلها ويكتب ثلاث كلمات فقط واغوثاه .. واغوثاه .. واغوثاه .. فيجتمع المصريين ويقررون إنقاذ إخوانهم في شبة الجزيرة العربية ويرسلون قافلة أولها في المدينة المنورة وآخرها في القاهرة، ويدعو عمر لمصر وأهلها بالخير والنماء والرخاء.
اللهم لا تحرمنا من نعمة مصر أم الدنيا وسيدة الأوطان.
اللهم اجعلنا دوما مخلصين لمصر وأوفياء لها
اللهم لا تحشرنا في الدرك الأسفل من النار مع الذين أنكرو نعم وأفضال مصر عليهم وحقدو عليها وتآمرو عليها.
وإحقاقا للحق فإن هذا الفعل الفردي من هذا الشخص لا أعده اتجاها عاما في بلد أحترمه وأقدره حيث أجعله بمنزلة بلدي الثاني لفرط حبي له ولا أهل هذا البلد يقرون فعله، فما عهدتهم إلا منصفين كراماً.
في نهاية مقالتي يحضرني بيتا الشافعي:
أعرض عن الجاهل السفيه
فكل ما قال فهو فيه
ما ضر بحر الفرات يوما
أن ولغ بعض الكلاب فيه
ومن قبله المعري حين قال :
رأيت الدنيا ترفع كل وغد
وتخفض كل ذي ذمم شريفة
كذاك البحر يرسب في در
ولا تنفك تطفو فيه جيفة
وأختم بكلمة أوجهها إلى كل مصري :
مصر قد تمرض ولكنها لا تموت ، هي أمنا وأم الدنيا من قبلنا .. أيا كانت حالتها فلن نكرهها إذ ا مرضت ولن نذكرها بسوء إذا قصرت مع أولادها …
بلادي وإن جارت علىّ عزيزة
وقومي وإن ضنوا علىّ كرام