بقلم خالد السيد
السّلام هو روح الدّيانات وغاية الرّسالات السّماويّة والشّرائع الرّبانيّة، فالسّلام هو من أسماء الله تعالى الحسنى، كما جاءت جميع رسالات الله المبلّغة عن طريق رسله إلى النّاس بمعاني السّلام والمحبّة بين النّاس، كما كان السّلام هو من مظاهر سلوكيّات المسلم في حياته فهو يسلّم على إخوانه من المسلمين بقوله: “السّلام عليكم”، ولمثل هذا السّلام أثرٌ عجيب في النّفوس ، كما أن السّلام يعدّ بيئة محفّزة للإنتاج وجلب الاستثمارات، فحين يسود السّلام بين الدّول والحكومات فإنّ ذلك يعدّ حافزًا لقدوم الاستثمارات إلى الدّول المتصالحة، ذلك بأنّ بيئة الأمان والاستقرار تعدّ عامل نجاح للاستثمارات المختلفة، بينما تشكّل النّزاعات والحروب عاملاً طاردًا لها، لذلك ترى الدّول التي تعقد اتفاقيّات سلام وتعاون مع غيرها من الدّول تتمتّع بنوعٍ من التّقدم الإقتصادي ويزيد دخلها القومي، بينما ترى الدّول التي تشهد حروبًا ونزاعات من أفقر الدّول وأكثرها مديونيّة مما يكون له بالغ الأثر من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وذلك بتعزيز الاستقرار السياسي الذي يعتبر من اهم عوامل بيئة الاعمال وعامل رئيس لجذب الاستثمارات الأجنبية ، حيث ان العلاقة ايجابية بين زيادة الاستقرار السياسي الموائم لمناخ السلام والبيئة الآمنة ومعدل تدفق الاستثمارات. وهو ما يمهد لنموا اقتصاديا متراكما في ارض خصبة من الإنتاجية الاقتصادية العالية المتقدمة علميا وتقنيا لينعكس ذلك بالتالي على الاقتصاد المصري والعالمي إيجابيا.
وما يشعرنا بالفخر والقوة ما قامت به الدولة من إجراءات وقرارات محاربة ومواجهة الارهاب الأسود بحزم كي تحمي كياناتنا التنموية والاقتصادية حيث أن التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية لا تتحققان الا في الدول الامنة وهو مايشجع على جذب الاستثمارات العربية والأجنبية من كافة أنحاء العالم للاستثمار في مصر وخلق كيان داع للاستثمار تكون مرتكزاته في مصر بالاضافة الى تحفيز الاستثمار المصري في الدول العربية من خلال خلق سبل التعاون بين المستثمرين المصريين والمستثمرين العرب والأجانب وعمل بروتوكلات للاستفادة من السوق المشتركة وتبادل الخبرات في مختلف قطاعات الاستثمار لاتاحة فرص جديدة لرؤى وافاق استثمار مستقبلية .
فالعالم أجمع أن مصر في مقدمة الدول التي تحارب الفوضى الخلاقة التي تفتعلها الجماعات الارهابية والتي تنبذها جميع دول العالم وهو ما يعزز ثقة المستثمرين الأجانب ويجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر ويبعث رسالة امن واطمئنان للعالم بقوة الامن الداخلي وقدرة القيادة على دحض الإرهاب ومكافحته بكل الوسائل مما يكون له أثر مباشر يساهم بتعزيز الاستقرار السياسي الذي يعتبر من اهم عوامل بيئة الاعمال وعامل رئيس لجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث ان العلاقة ايجابيه بين زيادة الاستقرار السياسي ومعدل تدفق الاستثمارات.
كما ان الامن يحد من هجرة رؤوس الاموال المحلية ويحفزها على زيادة استثماراتها عندما تشعر فعلا ان الدولة حريصة وقادرة على استتباب الامن. فبهذه الخطوات الحثيثة يزيد شعور المواطن فخرا وأمنا بأن دولته قادرة على استدامة الامن والرفاهية الاجتماعية لجميع المواطنين مما يزيد من سعادتهم ويحقق لهم استقرارا نفسيا مستدام .
الاستقرار الاقتصادي دائما مرتبط بالاستقرار الامني، فكلما اصبحت الدولة قادرة وحاسمة بالقضاء على من يتعرض لأمنها من الإرهابيين والمجرمين والمحرضين كلما خلقت مناخا اقتصاديا منتجا يوظف الموارد المالية والبشرية، مما يكون له اثر اقتصادي مباشر باستمرار النمو الاقتصادي وتوظيف المزيد من الاستثمارات نحو مستقبل يحقق مصالح الاجيال المقبلة .
السلام شرط أساسي للبناء الاقتصادي فمن دونه لا يمكن تأسيس استثمار ناجح ينمو ويفيد الدولة, في حين أن الاقتصاد إذا نجح في تحقيق فوائد ملموسة فإنه يعد وسيلة للحفاظ على تعزيز الأمن والسلام وتقويته. من هنا فإن العلاقة بين السلام والاستثمار تعد علاقة تواؤمية لا يمكن الفصل بينهما ولا يمكن لأحدهما البقاء دون الآخر فترة طويلة. غير أن الأمن والسلام يعد الأكثر أهمية فإذا انتكس الاستثمار قد لا يؤدي إلى تدهور مباشر في الأمن, في حين إذا تدهور الأمن فسينتكس الاقتصاد والاستثمار كنتيجة مباشرة للتدهور الأمني. لهذا فإن الأولوية الأمنية لا يسبقها أولوية, وكلما زاد الاقتصاد نمواً وارتفع المستوى المعيشي للمواطن وزادت رفاهيته فإننا نصبح أكثر مديونية للقائمين على الأمن الذين خلقوا لنا بيئة آمنة مستقرة مكنتنا من العطاء والإنتاج والإسهام في بناء اقتصادنا
فالبناء الاقتصادي لأي بلد لا يمكن أن يتم في غياب قاعدة أمنية صلبة قادرة على حماية المواطن ومصالحه وحفظ حقوقه., ولنا في مسيرتنا التنموية عبر العقود التي مضت أمثلة, فمن دون إخلاص واجتهاد رجال الأمن لما كان مجتمعنا آمنا ولما أحس المواطن بالطمأنينة في العيش ولما كان لنا أفضل بيئة للاستثمار في العالم.
وأخير ننوه بأن الهجوم الغاشم على مدير أمن الاسكندرية أثار في أذهاننا ما يواجهه رجال الأمن في شتى أنحاء الجمهورية من مخاطر ولما يقومون به من جهود جبارة للحفاظ على أمننا واستقرارنا وأثبتت مدى التحدي الذي يواجهه في حماية المجتمع بفئاته كافة . حيث أصبح الأمن أمر بديهي مسلم به دون الإدراك لما يقدمه رجال الأمن من تضحيات كبيرة من أجل أن ينمو اقتصادنا ويرقى مجتمعنا. لا يمكن لنا أن نوفي رجال الأمن حقهم شكراً وتقديراً ولكن يمكننا أن نقول إننا مدينون لهم .