بقلم: لزهر دخان
التحذير المخابراتي الأمركي ليس من خطر ترامب وأخطائه هذه المرة . والسبب هو لأن ترامب باركه الشعب. ونجح وأصبح رئيس دولة. تدعى في عالم الدمقراطية الولايات المتحدة الأمركية .وفي عالم الإنسان والله . تدعى الشيطان الأكبر .. التحذير المخابراتي هذه المرة من الشيطان الأكبر في نظر ترامب والأمركين .وهم جماعة المسلمين المتطرفين مهما تعددت أسمائهم وتوجهاتهم سواء كانت علمية تعليمية أو جهادية معتدلة أو جهادية متطرفة إلى درجة الإرهاب . وعلى سبيل المثال إختارت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) . الإدارة الجديدة للولايات المتحدة . موضوعاً أمنياً حساساً تقف به إلى جانب رئيس دولة حساسة من ناحية ملفاتها الأمنية . وحذرت سي أي أي من تداعيات خطيرة قد تأثر على أمن أمركا في حالة ما تم تصنيف “جماعة الإخوان المسلمين” تنظيماً إرهابياً.
و في 31 يناير/كانون الثاني 2017 م صدر تقرير عن سي أي أي. قال فيه فريق من خبرائها ومحققيها ومحلليها .ما نقلته صحيفة “بوليتيكو” يفيد بأن إتخاذ هذه الخطوة “من الممكن أن يثير التطرف” ويُدمر العلاقات بين واشنطن وحلفائها.
ومن الأسباب الأساسية التي ساهمت في ظهور تقرير سي أي أي الخاص بالإخوان المسلمين.هو ما كانت وسائل إعلام أمركية قد نشرته من أنباء عن خطوات ترامب القادمة .التي ينوي من خلالها إدراج جماعة الإخوان المُسلمين كمنظمة إرهابية تخذع للقوانين والعقوبات المحلية الأمركية .وهي العقوبات والقوانين نفسها التي يسعى الكونغرس الأمركي إلى إخذاع حكام السعودية والسعودية كدولة لها عن طريق مشروع قانون جاسكا .الذي كان الكونغرس قد أقره وشطبه الرئيس أبوما بحجة أنه لا يخدم مصالح أمريكا ويضر بعلاقتها بحلفائها.
وفي الوقت الحالي يعمل مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية مايكل فلين. على قيادة فريق يسعى إلى إدراج “جماعة الإخوان” على قائمتي وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين للمنظمات الإرهابية الأجنبية. علماً أن جماعة الإخوان المسلمين كانت قد حُوكمت بشكل مستمر في مصر بتهمتة الإرهاب . وهذا ما سيجعل من محاكمتها أمر سهل . ورغم هذه السهولة في هذا الموضوع تبقى سي أي أي خائفة من أسهل خطواتها وخطوات الأخرين ضد جماعة طالما كانت إرهابية.
وإلى غاية الأن لم يتم نشر معلومات عن توقيت مناسب لبدأ العمل بخطوات مشروع القرار الأمركي الجديد ضد جماعة الإخوان المسلمين وحسب سياسة دونالد ترامب .
( “رفضت العنف في إطار سياستها الرسمية وعارضت كلا من القاعدة وداعش”.) هذا ما يحسبه الخبراء الأمركين الذين أعدوا التقرير لى جماعة الإخوان المسلمين التي يرون أنها ذات وزن عالمي لآنها تملك ملاين الأنصار في العالم .
و حسب صحيفة “بوليتيكو” التي إجتهدت ونالت حقها من التقرير الذي حصلت على نسخة منه ساعدها مسؤول أمركي في الحصول عليها فإن التقرير قال(“أقلية فقط من أعضاء الإخوان المسلمين تورطوا في أعمال عنف، وجاء هذا، في أغلب الأحيان، ردا على الاضطهادات القاسية من قبل النظام (في الدول التي تتواجد فيها الجماعة)، أو الحالات التي اعتبروها احتلالا من الخارج، وفي إطار النزاعات الأهلية”.)
الجماعة في الأردن والكويت والمغرب وتونس يوجد لديها فروع . هذا أمر يعلمه تقرير سي أي أي الذي حذر من أن حلفاء لآمركا( “يشعرون، على الأرجح، بقلق لأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في مجال سياستهم الداخلية، وإلى تغذية التطرف وإثارة غضب المسلمين في سائر أنحاء العالم”. )
ومن الملاحظ أن تقرير سي أي أي يحسب الأمور في هذه المرحلة من مراحل علاقة أمريكا بالأخرين بجدية تظمن للولايات المتحدة الأمركية أقل نسبة من الأعداء الذين قد يتكاثرون جراء قرارات يظنها المشرع الأمركي مخلص من الإرهاب ومشاكل العصر الأخرى . فكتبت سي أي أي في تقريرها تقول ( “تتمتع جماعات الإخوان المسلمين بدعم واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيعتبر كثير من العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا اعتداء على قيمهم الدينية والاجتماعية الحيوية”.)
كما أن سي أي أي أرادت أن تقنع الرئيس ترامب بضرورة تفادي النزاع المسلح مع متطرفي جماعة الإخوان المسلمين من البداية . لآنهم قد ينتفضون ثأراً لقادتهم وزعمائهم وكبار شخصياتهم إذا تعرضت لهم أمريكا بالسجن أو الإغتيال(” سيوفر لتنظيمي داعش والقاعدة تربة خصبة إضافية للدعاية من أجل تجنيد الأنصار واكتساب مزيد من الدعم، لا سيما في الهجمات ضد مصالح الولايات المتحدة”. )
ومن مُجمل ما تابعته “بوليتيكو” من تقرير سي أي أي هو أن كلاً من وكالة الاستخبارات المركزية والبيت الأبيض . لم يبديا أي إهتمام واضح لغاية الأن بهذا التقرير ورفضا التعليق على هذا التقرير. وأضافت الصحيفة رأياً من عندها فقالت ( أن هذه الوثيقة تهدد بتسميم العلاقات بين الـCIA والرئيس الأمريكي الجديد . الذي أغضب سابقا الوكالات الاستخباراتية في الولايات المتحدة بتصريحاته التي أعرب فيها عن عدم الثقة بهذه المؤسسات.)
ختاماً نشير إلى أن جماعة الإخوان المُسلمين .هي من صنف الجماعات الدينية السياسية . وكما يعرف عنها تاريخياً . تم تأسيسها في جمهورية مصر العربية في العام 1928 م .وتمكنت من قيادة مصر عن طريق الرئيس محمد مرسي المخلوع بتهمة التخابر مع قطر ثم زحزحت عن تلك السلطة عام 2013م . وكانت القيادة المصرية الجديدة بقيادة عبد الفتاح السيسي قد صنفتها تنظيماً إرهابياً . .
نشكركم على متابعة هذا التقرير معنا حسب المصدر( بوليتيكو )