بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
وسائل الإعلام تحكمها أخلاقيات ومبادئ تفرض عليها أن تلتزم الموضوعية والمصداقية في نقل مختلف الأحداث الجارية في المجتمع، كما أن الدور الذي يمارسه الإعلام في تنمية وتطوير فكر الشعوب، فهي إما أن تسمو بهم للقمة أو تحطُّ بهم إلى الحضيض، ويبقى فكر المجتمع مرهوناً بما يقدمه الإعلام .ويتجلّى هذا التأثير في معرفة مدى وعي الشعوب من عدمه، من خلال ما يبديه الأفراد من ردات فعل تجاه الرسالة الإعلامية .
إن الاسلوب الانتقائي هو اللعبة او التكتيك الاكثر ذكاءا وخداعا في الوسيلة الإعلامية وهذه الحقيقة تأتى من كونه أسلوبا تكتيكيا يكاد ينطبق على مختلف المواد الاعلامية اليومية وتتزايد خطورة الموضوع من كون تحول العمل الاعلامي الى مهنة احترافية عالية التقنية خصوصا تلك التي تعتمد الكاميرا اي التلفزيون والانترنت وكذلك كالصورة المطبوعة فإذا ما ضافنا على ذلك حقيقة ان العمل السياسي هو أيضا مهنة احترافية تعتمد على الكثير من فنون الاتصال يتبين لنا كيف يمكن لتحالف أو تواطؤ الإعلام والسياسية ان يحولا الأسود إلى أبيض والأبيض إلى أسود من أجل الوصول إلى الأهداف المبتغاه.
يتعلق أيضا باتجاهات الجمهور ومواقف إذا كان الجمهور في مرحلة بناء تلك الاتجاهات والمواقف فالأمر سهلا أما إذا كان أفراد الجمهور أصحاب مواقف واتجاهات وكانت هذه الاتجاهات مرنة فأن تأثير وسائل الإعلام تكون أسهل وأكثر جدوى والاتجاه المرن معناه الاتجاه الذي هو في طريق التكوين والتشكيل أو التكون والذي مازال خاضعا للتغير والتطور
ومن جهة اخرى إذا كانت تلك الاتجاهات والمواقف صلبة فمعنى ذلك أن على وسائل الاعلام مهمة صعبة وأحيانا تكون مستحيلة لان تلك المواقف والاتجاهات تكونت ونمت في إطار مغلق يحولها الى مواقف جامدة يصعب التأثير فيها هل وسائل الإعلام بلا ضمير؟
رحم الله الراحل عبدالرحمن الشرقاوى، حيث يقول: «أتعرف معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة فى كلمة…دخول النار على كلمة..وقضاء الله هو الكلمة..الكلمة لو تعرف حرمة… زاد مزخور…الكلمة نور..وبعض الكلمات قبور…وبعض الكلمات قلاع شامخة…يعتصم بها النبل البشرى..الكلمة فرقان بين نبى وبغى»