القصيدة المغناة بين رافدى العراق
” كاظم الساهر و ماجد المهندس “
كتب هشام صلاح
القصيدة المغناة هي نص شعري توافرت فيه عناصر الغناء، من سهولة اللفظ ، وانسيابه، ورشاقته، وطبيعة القالب الموسيقي المختار.
عشاق الطرب الأصيل يؤمنون بأن قصائد كثيرة أبدعتها أقلام الشعراء كنت صورة حية لإبداعاتهم، ثم اكتمل جمال اللوحة بغناء تلك القصائد فحين امتزجت قصائدهم بالنغمات الموسيقية توجت أكثر بشهرة وتعلق بأذهان المحبين ،
ومن روعة تلحينها أنه تشعرك بحالة من من الرفض حد التمرد والعصيان بأن تظل حبيسة جدران أغلفة الدواوين، مع رفض فكرة أن تكون أسيرة الكتب، فإذا بها تعلن ثورتها لتشدومداعبة آذان جماهير الشارع من البسطاء والصغار والكبار وسط هتافات الإعجاب من جانب المتظاهرين حبا وطربا وكأنهم يعلنون تتويجها ملكة للقلوب
وفى عصرنا الحالى يمكن القول بان قيصر الغناء كاظم الساهر قد تربع على عرش القصيدة المغناة حتى صار المهتمون بقصائد الفصحى المغناة والذين تربوا على صوت القيصر كاظم الساهر، وتعلقوا بما قدم على مدار سنوات أشد ترابطا بصوته
فما أروعه حين شدا ناهلا من معين نزار قباني، وواحة الشعر عند شوقي، وترانيم كريم العراقي، وعذوبة الرقة عند جويدة،
لكن حين استمع هؤلاء المحبون للطرب إلى صوت ماجد المهندس وهو يشدو بقصيدة ” شكرا ” أدركوا أن ثمة خللاً في أغنية المهندس الجديدة، وبل أيقن بعضهم بخطورة وحرج الوضع الذى وضع المهندس نفسه فيه
فقد اضطر جمهور الطرب إلى عقد مقارنة بين الرافدين ” القيصر والمهندس ” فجاءت النتيجة مخيبة لآمال المهندس حيث أنه اقترب من منطقة صعبة تفرد القيصر بشغلها وتحتاج إلى مطرب بإمكانات خاصة، ومقومات متفردة إضافة إلى تجربة كبيرة، وهى سمات امتلكها القيصر، والذي صنع مدرسة فنية متفردة، لا يصلح لها إلا الساهر فمنذ كان اللقاء الاول بين كاظم ونزار قباني، لأول مرة فى دمشق،وعرض عليه لحن قصيدته «اختاري»، توطدت علاقته بينهما ومنحه تصريح بل صك بغناء ما يشاء من كلماته، وهو ما حدث أيضاً بعد موته، وكان لذلك تأثير كبير في مسيرة كاظم الناجحة، ليصبح أحد أكبر الفنانين في تاريخ الوطن العربي
ويرى أحد النقاد : ” أن المهندس كان يحتاج إلى ناصح أمين يخاطبه بصوت العقل قبل أن يذهب إلى منطقة القيصر ” والقصائد المغناة وأتمنى لو أعاد تقييم تجربته الجديدة كاملة، لا سيما أن ما أقدم عليه المهندس كان السبب في وضعه في مقارنة مباشرة مع الساهر، لذا يكفي أن نقول له «شكراً» ماجدالمهندس”
ختاما: نجمل القول بأن هذا اللون من غناء القصائد يبقى عصياً على غير كاظم
القصيدة المغناة بين رافدى العراق
” كاظم الساهر و ماجد المهندس “