كتب : ابراهيم محرم
علمنا الله سبحانه وتعالي في قرانه الكريم كل شئ علمنا كيف تكون العبادات كيف نصلي ونصوم ونزكي ونؤدي فريضة الحج وكذلك علمنا كيف نربي اولادنا وماهي الاسس التي نروي بها نبت ابناءنا لكي يكونوا صالحين معمرين للارض وللقران الكريم اثر كبير في تربية اولادنا وقبل ذكر هذا الاثر العظيم نستعرض اولا مفهوم التربيه والاخلاق
تعريف التربية : هي مجموعة المؤثرات المعينة، التي تمتد إلى إحداث تغييرات لدى الأفراد، حتى يكتسبوا سمات الشخصية التي نتفق على اعتبار أنها قد تزودت بالخصائص التربوية .
تعريف الأخلاق: فقد عرفها الماوردي: بأنها غرائز كامنة، تظهر بالاختيار، وتقهر بالاضطرار .
العلاقة بين الأخلاق والتربية: إنّ العلاقة بين الأخلاق والتربية هي العلاقة بين النظري والتطبيق. فالأخلاق الفاضلة: من عفو وحلم وعزة وسخاء علم نظري راق، والتربية تعويد النفس على هذه الأخلاق حتى تصبح سجية. فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه – صلى الله عليه وسلم – فقالت مرة: (كان خُلقه القرآن، يغضب لغضبه ويرضى لرضاه) . وسئلت ثانية فقرأت (قد أفلح المؤمنون) إلى عشر آيات ولم يُذكر خُلق حَسَن إلا وكان للنبي – صلى الله عليه وسلم – منه الحظ الأوفر. ومن جوانب إعجاز القرآن الكريم أن تلقى الجوانبُ التربوية والأخلاقية رعايتها الكاملة في وسط تقريره لآيات تشريع الأحكام (أوَ لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون) . وحافظ القرآن الكريم والعامل به قد تهذب بآداب عليا، وأخلاق مثلى، تظهر هذه الآثار في نحو قوله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) وقد تدرب حامله ومتعلمه على نماذج عملية رفيعة.
من أمثلة الاعجاز في التربية القرآنية :
1ـ يربّي القرآن الكريم صاحب الدّين وهو يترصد غريمه المعوز بمبدأ أخلاقي (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) ثم يرتقي معه إلى ما هو أسمى (وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون)
2ـ كما يدرب القرآن متعلمه على خلق العفو، ففي وسط لهيب التنازع بين الزوجين لتقرير أحكام الطلاق تجد من الخلق ما يطفئ هذه النار بمبدأ العفو (وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم) .أيّ قانون أرضي يستطيع أن ينازع القرآن الكريمَ في سموّه، يذكّر بالتربية والأخلاق مع تقريره للأحكام ؟ نبؤني بعلم؟ إنه القران الكريم
إذ لا يكتمل إسلام المرء إلا بامتزاج التشريعات بالأخلاق، كامتزاج الروح بالجسد، فلا يُكتفى بالعقيدة والعبادة وتهجر التربية والأخلاق، وقد جمع الله – عز وجل – كل ذلك في قوله تعالى (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
قال تعالى(الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون)
فمع أنّ الصلاة قرينة الزكاة في أغلب آيات القرآن، لكن في هذا الموطن لما كانت السورة تحمل في اسمها (المؤمنون) ـ أسمى ما يتصف به المرء ـ فقد مزجت التشريعَ بالأخلاق، فأتبعت الصلاةَ بخُلق الإعراض عن اللغو، كما أتبعت الزكاةَ بخُلق حفظ الفروج
يقول الإمام الشافعي: “إنّ من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصًا واستدلالاً، ووفقه الله للقول والعمل لما علم منه، فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الريب، ونورت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة.