” القدوة الصالحة ”
فى رحاب آية من سورة الفتح
كتب هشام صلاح
استوقفتنى آية عظيمة الدلالة رائعة البيان تثير فى النفس نوازع الاعتزاز والفخر برسولنا الكرم وصحابته قهين تطالع الآية الكريمة وتتدقق النظر فيها تاملا تتزاحم برأسك عدد من الأسئلة من بينها من المقصود بقوله تعالى : ” والذين معه ” ومن المقصود بـ ” أشداء على الكفار ” وما تفسيرنا لقوله تعالى ” كزرع ” وماذا تعنى كلمة ” شطأه ” ومن المقصود بــ ” فآزره ” وما الذى تعنيه كلمة ” فاستغلظ استوى ” إلى آخر سياق الاية الكريمة
فهيا معى أيها القارىء الحبيب نعش قليلا فى دوحة القرآن وظلاله الوارفة من خلال قوله تعالى :
“مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
قيل فى التفسير :
” الزرع ” محمد – صلى الله عليه وسلم – ، و ” الشطء ” : أصحابه والمؤمنون . وروي عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال : ” محمد رسول الله والذين معه ” : أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – ، ” أشداء على الكفار ” عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ، ” رحماء بينهم ” عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ، ” تراهم ركعا سجدا ” علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ، ” يبتغون فضلا من الله ” بقية العشرة المبشرين بالجنة .
وقيل : ” كمثل زرع ” محمد ، ” أخرج شطأه ” أبو بكر ” فآزره ” عمر ” فاستغلظ ” عثمان ، للإسلام ” فاستوى على سوقه ” علي بن أبي طالب استقام الإسلام بسيفه ، ” يعجب الزراع ” قال : هم المؤمنون .(ليغيظ بهم الكفار ) قول عمر لأهل مكة بعدما أسلم : لا تعبدوا الله سرا بعد اليوم
فما أعظم قدرك حبيبنا وشفيعنا عند الله – تعالى – وما أجل منزلة صحابتك عليهم من الله الرضوان فلنلتمس فى رسولنا وصحابته القدوة فى زمن ضاعت وندرت فيه القدوة الصالحة