بقلم هشام صلاح
اكتملت سعادتى بفاعليات ملتقى السرد العربى فى أنها أتاح لى لقاء قمم أدبية رائعة ، كل واحد منها تتطاول قامته الفنية والأدبية السحاب بل إن هطول إبداعاتهم لا يقل تأثيرا وأثرا عما يحدثه هطول السحاب
ومن جميل حظى أن جلستى عبر الرحلة النيلية التى أعدها ملتقى السرد كانت إلى جوار شخصية بدا عليها قدرا كبيرا من الهدوء والاتزان مه مساحة واسعة من التأمل فيما يرى ويشاهد
تبادلت معه أطراف الحديث فعلمت أنه ” المستشار القاضى محمد شعبان ” لاحظت من خلال حديثه ومفرداته قدرا كبيرا من التعلق بل العشق وحب للأدب والشعر خاصة مرت بنا ساعات الرحلة سريعة ما بين الفقرات التى أعدها ملتقى السرد ووصلت الرحلة إلى محطتها الأخيرة لكن رحلة أخرى قد بدأت وهى التعرف أكثر على ” القاضى الشاعر ” الذى جذبنى لشخصيته حديثه الفياض – تساءلت
كيف يستطيع الإنسان أن يكون حكما وقاضيا يحكم بين الناس بميزان العدل وهو فى نفس الوقت نفسه ممثل الدفاع عن العشاق والمحامى الأول عن القلب والعاطفة
ومن هنا بدأت رحلة البحث عن تلك الشخصية عبر صفحته الشخصية ، فكانت المفاجأة مقطوعات شعرية أقل ما يقال عنها أنه رائعة معبرة عن روح شاعرة تفيض رقة وعذوبة
إليك عزيزى القارىء بعض مما كتب القاضى الشاعر المستشار محمد شعبان
فهى مقطوعة شعرية جاءت بعنوان ” عقوق عنترة لأمه زبيبة “
تصور بين ثناياها عزة الإنسان وكرامته التى يجب الحفاظ عليها حتى ولو واجه الموت فى سبيلها وكان الشاعر مجيدا فى أوصافه ” بحر المنايا ” وألح على قضية أن الموت حقيقة لاجدال فيها ولا نقاش ولا يحكمه عمر أو سن فهو مقدر على كل حى وكان ختام مقطوعته تلك الحكمة الرائعة فى الموازنة بين عيش العزيز وعيش الليل — إليك أيها القارىء الحبيب الأبيات :
” عقوق عنترة لأمه زبيبة “
تُعَنِّفُني زَبيبَةُ في المَلامِ عَلى الإِقدامِ في يَومِ الزَحامِ
تَخافُ عَلَيَّ أَن أَلقى حِمامي بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ
مَقالٌ لَيسَ يَقبَلُهُ كِرامٌ وَلا يَرضى بِهِ غَيرُ اللِئامِ
يَخوضُ الشَيخُ في بَحرِ المَنايا وَيَرجِعُ سالِماً وَالبَحرُ طامي
وَيَأتي المَوتُ طِفلاً في مُهودٍ وَيَلقى حَتفَهُ قَبلَ الفِطامِ
فَلا تَرضَ بِمَنقَصَةٍ وَذُلٍّ وَتَقنَع بِالقَليلِ مِنَ الحُطامِ
فَعَيشُكَ تَحتَ ظِلِّ العِزِّ يَوم وَلا تَحتَ المَذَلَّةِ أَلفَ عامِ
قإذا ما انتقلنا لحديثه عن لوعة المحب العاشق وما يكابده من ويلات حبه وما يتمناه ويرجوه من خلال هذا الاستفهام الاجبارى الحائر المحير كتب يقول :
” سؤال إجباري ”
ها قد صرختُ بكل صوتٍ مُعلنا قلبي لوصلِك تائقٌ
مشتاقُ أفلا رحمتِ توجعي وصبابتي فالعشق سُم واللُقا ترياقُ
صُبي عليّ الود صَباً إنني لجميل ودكِ مَسَّني الإملاقُ
ولتسقني من نهر حُبكِ شربة فالروح كادت للمَنونِ تُساقُ
أرَضَيتِ ألقى مصرعي بسهامكم والدم يجري حولكم ويراق؟
وكتب أيضا تحت عنوان
مقاصة في الحب
الحرف يُفضي والكلامُ خَجولُ إني اِستغثتُ من الهوى وأقولُ
تلك المتاهة لا أريد دخولها إن الدروب إذا سلكتُ تطولُ
فالعُمر فاتَ وشمسُه قد أدبرت والأرض عَطشَى والحياءُ يحولُ
هذا نصيبي في الحياة وقِسمتي والحب رزقٌ والقضا مسئولُ
عش يا أُخَييَّ في هواك مُحلقاً بالبحر تسبحُ بالقصيد تَجولُ
فاِذا اِفتقدَتَ الطيفَ ليلاً نادِه فالعشق دَينٌ للوفا محمولُ
وخُذ الصبابةَ قد عرفتُ مَذاقها نجمات شِعركَ ما لهن أُفولُ
إني طعِمتُ فُراتَ حُبِكَ رشفةً دَقَت بروحي للحروب طبولُ
فأجبتها إني مُنادٍ فاِسمعي للقلب يرجفُ والعيون هُطولُ
مُدي إلى قلبي الوِدادَ وسَلِمي وجعُ الصبابة بالوداد يزولُ
فلقد قطعتِ الوعدَ يوماً تَذكُري؟ والوعدُ شرعٌ ليس فيه نكولُ
عهدُ المحبةِ ثابتٌ ومُحققٌ حبٌ بحبٍ والتَقَاصُ قُبولُ
تلك كانت رحلة أبحار مع القاضى الشاعر المستشار محمد شعبان القاضى على منصة القضاء والمحامى المدافع عن كل عاطفى راقية وقلب ظلمه من يحب