هشام صلاح
بات واضحا أن الصراع الروسى الأوكرانى سيلقى بظلال ثقيلة على جميع مناحى الحياة فقد ظهرت بالفعل ردود أفعال إقتصادية وسياسية وجغرافية ولعل من بين نتائج هذا الصراع ذلك الانقسام الواضح فى توزيع خريطة الإنترنت والذى خرج عما هو معد له سلفا فقد كان شعار الإنترنت ” عالم واحد ويد واحدة “
لكن الحرب الدائرة الان أوجدت صراعا جديد والذى يمهد لإعادة تشكيل الإنترنت، من “نظام عالمي تم توصيل العالم كله به” إلى شيء أكثر انقساماً. والسبب فى ذلك
” الجغرافيا السياسية ” فقد بدأ ظهور تصميم مختلف للإنترنت، فقد بدت الدول إما معزولة أو تعمل على تطوير بديل خاص بها. ومن أبرز نتائج ذلك تهديم الجسور العالمية والتى جاء الإنترنت كداعم لها ومؤسس حقيقى لها وفى مقدمة ذلك ” منصات وسائل التواصل الاجتماعي، التي ربطت سكان العالم منذ سنوات وأزالت الحواجز والقيود “
وحسب وجه نظر أحد كبار المتخصصين فإنه يرى : ” أن المحور الجديد لقوة الإنترنت سينقسم بين الغرب والصين وبين الغرب وروسيا.”
وهذا ما عبر عنه “ليو وي، المعروف باسم الأب المؤسس لجدار الحماية الصيني العظيم، والذى زار روسيا في عام 2016 لمساعدتهم في ما يفعلونه وجعل جدار الحماية الروسي أكثر تشابهاً مع الجدار الصيني”.
ومع الصراعات الجديدة والتى بدات بالنزاع الروسى الأوكرانى أعتقد ان أنظار روسيا ستتجه مرة أخرى إلى بكين، في وقت تسحب شركات الإنترنت الكبرى الخدمات والمنتجات منها، كما يعتقد:
فقلقد أصبح الاقتصاد الروسي الان معزول عن الاقتصاد العالمي إلى حد كبير، فبات لزاما عليهم أن يتوجهوا إلى الصين.بل سيصبح الاعتماد على الصين أكثر مما كان عليه الأمر في الماضي”.
فهل احتفال أكثر من 100 دولة حول العالم في ثاني ثلاثاء من شهر فبراير من كل عام باليوم العالمى للانترنت سيشهد متغيرات فى العوام القادمة