متابعة..مني ابو غالي
عبر صفحتة الشخصية كتب الدكتور احمد الجيوشي نائب وزير التعليم سابقا
صحيح ان قدرة الانسان علي التعلم تستمر مدي الحياة .. لكن هذه القدرة تتدهور بشكل مطرد مع التقدم في العمر .. كما أن الجهد المطلوب بذله لتحقيق التعلم يتزايد تصاعديا بمتوالية هندسية مع التقدم في عمر من يريد التعلم.
النقطة التي يتعادل فيها الجهد المطلوب بذله للتعلم مع قدرة العقل الانساني علي التعلم هي سن ٣٠ سنة .. قبلها تكون قابلية العقل علي التعلم اكبر كثيرا من الجهد المطلوب بذله .. وتصل ذروتها عند الميلاد وفي فترة الطفولة و المراهقة (وكما يقولون: التعلم في الصغر كالنقش علي الحجر) .. أما بعد نقطة التعادل (عند سن ٣٠ سنة) فتزداد الفجوة بين القدرة علي التعلم وبين حجم الجهد المطلوب بذله لصالح الاخير حتي تصل ذروتها في سن الشيخوخة (كما يقولون: التعليم في الكبر كالنقش علي الماء).
لا يعني كل ما تقدم أن يتوقف البشر عن التعلم في كبرهم .. وانما علينا ان ندرك ضرورة بذل المزيد من الجهد للتعلم كلما تقدم العمر .. و هي مسئولية مشتركة لتيسير ذلك للكبار و توفير ادواته و بيئته الحاضنة لكي يكون مبدأ التعلم المستمر مدي الحياة Life-Long-Learning اسلوبا واقعيا و مثمرا و الا يكون مجرد شعار .. وهذا يتضمن تيسير سبل التعلم للكبار بتقليل التكلفة و تفهم طبيعة المراحل السنية و احتياجاتها و الصبر عليها .. واستثمار و توظيف الخبرات السابقة عند هؤلاء الكبار.
أما الصغار فقدرتهم علي التعلم مذهلة بشرط أن نوفر لهم فرصه المتكافئة و الادوات المطلوبة وفق بيئاتهم التعليمية المناسبة وقدراتهم المتباينة علي التعلم وفق أساليب التعلم المختلفة.