لقد أثر التغير فى توقعات قيام البنك الاحتياطى الفيدرالى برفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالى قبل نهاية هذا العام على حركة الأسواق المالية العالمية خاصة أسواق السلع والعملات خلال الفترة الأخيرة على نطاق واسع، ويؤثر التغير فى توقعات رفع أسعار الفائدة على مستويات الدولار الأمريكى فكلما ارتفعت توقعات رفع أسعار الفائدة ارتفعت مستويات الدولار الأمريكى أمام العديد من العملات فيما تأثرت أسعار السلع والمعادن وأسعار تداول الذهب بالسلب نظرًا لأنها مسعرة بالدولار الأمريكى.
فى الحقيقة إن التغير فى أسعار الفائدة يؤثر على جميع المؤشرات المكونة للاقتصاد الكلى، وبالتالى هذا يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الحياة اليومية.
ما هى سعر الفائدة وما هى أسباب رفعها وخفضها ؟
يتم اتخاذ القرار برفع أو خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية وذلك بهدف ضبط السياسة النقدية للبلاد، فسعر الفائدة هى نسبة الأموال التى يتم وضعها على القروض التى تقترضها الشركات أو الأشخاص.
تقوم البنوك المركزية بوضع سعر الفائدة الأساسية والمقصود بها هى تكلفة الاقراض بين البنوك، وعلى إثر هذا تقوم البنوك والمؤسسات المالية الأخرى بوضع سعر فائدة على القروض والمداخرات وفقًا لسعر الفائدة الأساسية التى يضعها البنك المركزى.
عندما يتخذ البنك المركزى قراره برفع أسعار الفائدة يكون ذلك بسبب نسبة التضخم العالية وهذا يعنى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، الأمر الذى ينتج عنه انخفاض نسبة الاقتراض وتراجع معدلات الانفاق والاستهلاك مما يؤدى إلى انخفاض معدلات التضخم.
وعندما تعانى الدول من ركود وتراجع اقتصادى يتدخل البنك المركزى بتخفيض أسعار الفائدة بهدف تحفير الاقتصاد والاستثمار ومن ثم ترتفع معدلات الاستهلاك وينتعش الاقتصاد.
فى الواقع إن الأمور لا تسير كلها بنفس الكيفية لأن هناك العديد من الأمور التى يضعها البنك المركزى فى اعتباره لتحديد وتقييم سعر الفائدة ولكن من أهم وأبرز التى تدفع البنك لتغير قرار أسعار الفائدة هو معدل التضخم والركود الاقتصادى.
تأثير أسعار الفائدة على الاقتصاد
إن تأثير تغير أسعار الفائدة سواء بالرفع أو بالانخفاض على الاقتصاد لا يظهر فى نفس الوقت بل يحتاج ما يقرب من عام ليظهر تأثيره.
فعند القرار برفع أسعار الفائدة تكون عملية الاقتراض مكلفة فتتراجع عمليات الاستثمار ويخفض الأفراد من نفاقتهم الاستهلاكية، والعكس عندما تنخفض أسعار الفائدة تزداد عمليات الاقتراض لترتفع عمليات الاستثمار، ولكن تخفيض أسعار الفائدة لمدة طويلة من الممكن تؤدى إلى انهيار الاقتصاد وليس اصلاحه.
ومن جهة أخرى إن رفع أو خفض أسعار الفائدة يتناسب عكسيًا مع أسعار السندات، كما أنه يتناسب طرديًا مع أسعار صرف العملات.
الدولار الأمريكى وأسعار الفائدة
دائمًا ما تهتم الأسواق المالية والمستثمرين بالتغير فى أسعار الفائدة الأمريكية نظرًا لتأثيرها المباشر على سعر صرف الدولار الأمريكى الذى يمثل عملية قياسية ورئيسية، حيث أن العديد من السلعوالمعادن ترتبط أسعارها بسعر صرف الدولار وكذلك بعض العملات أيضًا.
فعندما ترتفع أسعار الفائدة الأمريكية يرتفع الدولار الأمريكى ومن ثم تقوم بعض الدول التى ترتبط عملاتها بالدولار برفع أسعار الفائدة بنفس القيمة، وبالمقابل تتراجع أسعار الذهب والنفط وغيرها من السلع المسعرة بالدولار.
وبالتالى ترتفع تكلفة الاستيراد وتقل تنافسية الصادرات ويؤدى هذا إلى اختلال فى الميزان التجارى للدول التى تربط عملاتها بالدولار.