( الصدقات وفقه الأولويات ) دراسة نقدية اسلامية لمظاهر مجتمعية للأسف الشديد ينظر لها بعض الناس على أنها فى الطريق الصواب ، لكنها مع الأسف اذا تمعنى فيها نجدها فى الطريق الخطأ .
لاشك أن فضل الصدقة عظيم جدا عند رب العزة ، ويكفى أن الصدقة تطفئ غضب الرب ( سبحانه وتعالى ) ، كما أخبر بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حينما قال ( صدقة السر تطفئ غضب الرب ) صحيح الترغيب
وأيضا هى تطفئ الخطيئة ، كما أخبر بذلك ايضا المعصوم صلى الله عليه وسلم ( الصدقة تطفئ الخطيئة ، كما تطفئ الماء النار ) صحيح الترغيب
وقد أمرنا رب العزة سبحانه وتعالى فى آيات كثيرة بالبذل ، والتصدق ، ودفع الزكاوات حيث قال سبحانه :
ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم – البقرة
فاتقوا الله مااستطعتم واسمعوا وأطيعوا ، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) التغابن
ان المصدقين والمصدقات ، وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم (الحديد )
أوقات الصدقة الفاضلة :
————————-
لها أوقات تضاعف فيه الحسنات ، وهى أن يكون الناس فى فقر ، وشدة ، وكرب لقوله تعالى ( وماأدراك ماالعقبة ، فك رقبة أو اطعام فى يوم ذى مسغبة ، يتيما ذا مقربة ، أو مسكينا ذا متربة ) البلد
مخارج الصدقات :
——————
بين رب العزة سبحانه وتعالى لمن تدفع الصدقات فقال
( انما الصدقات للفقراء ، والمساكين ، والعاملين عليها ، والمؤلفة قلوبهم ، وفى الرقاب ، والغارمين ، وفى سبيل الله ، وابن السبيل فريضة من الله ) التوبة
نجد هنا امر هام جدا ، أن الله سبحانه وتعالى جعل أولويات لمن يأخذ الصدقات ، ولدفع الصدقات
أولها الفقراء والمساكين : فهم أولى الناس بالصدقات من أى شئ آخر ، الفقير الذى لايجد له مأوى يأويه من برد الشتاء القارس ، ولا من حر الصيف القابض له الأولوية عن أى شئ أخر ، حتى عن بذل المال فى الجهاد أو فى بناء مسجد ، أو فى غير ذلك.
لأن هؤلاء المسؤل عنهم هم مجتمعاتهم ، فالمجتمع كله مسؤل عن هؤلاء بلا أستثناء ، فان لم يعطوهم حقوقهم من الصدقات سيصير الفقير مع أبنائه ناقما على المجتمع ، ويتحول الى قنبلة موقوتة فى المجتمع ، سواء سرقة ، أو اجرام ، أو ارهاب ، أو غير ذلك ، لأنه فى هذه الحالة ينظر الى المجتمع نظرة كلها حقد ، ويريد أن يأخذ منه أى شئ بالانتقام ، والقوة .
فمثلا من يريد أن يشيد مسجدا ، ويمنع عن الفقراء ، أقول له الفقير أولى بالبذل من تشييدك لمسجد ، فما أكثر المساجد ، وماأقل المصلين ، فالمساجد خاوية على كثرتها ، لكنك اذا اعطيت لفقير فاعلم أن ذلك أولى وأنفع ، مع احترامنا لبناء المساجد كما اخبر بذلك رسول الله ( من بنى مسجدا فى سبيل الله ، بنى الله له بيتا فى الجنة ) ، لكن هنا فقه الأولويات .
تحرى اخراج صدقتك :
———————-
تحرى لمن تعطى الصدقة ، ليس لأى احد يستعطفك بمنظره ، أو بكلامه ، أو بهيئته ، بل تحرى ، لأن ذلك امانة ، فاذا أعطيت من لايستحق ، حرمت بذلك انسان يستحق لها .
ثانيا : الأقربون أولى بمعروفك ، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثالثا : يقول رب العزة ( للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لايستطيعون ضربا فى الأرض ، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس الحافا ) البقرة
فلا تعطى أى انسان ولكن من تعرفه تماما ، أو تستدل عليه ، وهؤلاء تجد أن عندهم عزة نفس ، واعتزاز بأنفسهم ، لايطلبون ، ولا يتسولون .
لأن للأسف الشديد أعرف أناس لو رايتهم لأخذتك الشفقة بهم وعليهم ، وقد أخذوا ذلك حرفة ومهنة للكسب ، وهم فى حقيقتهم لهم رصيد ليس عند أى انسان فى البنوك
فلابد من التحرى كما أخبر بذلك رب العزة
أخوتى ، ابنائى
—————
هذه دراسة نقدية تشريعية للصدقة ، وأولوياتها ولمن تدفع ، بعد أن تاهت المعايير الشرعية فى المجتمع .
ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد.