بقلم / هشام صلاح
تستطيع تحديد شخصية الإنسان وثقافته من خلال لسانه وحديثه ، وهناك نوع من البشر يملك الحيلة مع حلو الكلام بحيث يصعب عليك تحديد شخصيته ولن تستطيع فك رموز شخصيته إلا بالغوص فيها
لكن رغم كل ذلك هناك العيون والتى تعدُّ من أكثرِ أعضاء الوجه لفتاً للانتباه، فهى كثيرا ما تنوب عن الكلامِ، فالإشارات والإيماءات بالعين من شأنها ارسال رسائل محددة في مواقف وظروف مختلفة، إذ بها تخرج المشاعر الدّفينة، فتصل من خلالها معلومات وأفكار عن الشّخصِ الآخر بحيث لا يستطيع إخفاء الأفكار التي تدور في ذهنه
وبالإبحار فى عالم الشعر والشعراء ومرفأ العيون لنرسو معا عبر موان مختلفة ومحطات متنوعة فى عالم العيون الجميلة وفتنة الشعراء
بداية وصف العرب العيون بصفات عديدة هي:
– العين (الدعجاء) وهي العين شديد السواد مع اتساع في المقلة.
– العين (البرجاء) وهي شديد السواد شديد البياض.
– العين (النجلاء) وهي العين الواسعة.
– العين (الكحلاء) وهي العين التي اسودت جفونها من غير كحل.
– العين (الحوراء) وهي العين التي اتسع سوادها.
– العين (الوطفاء) وهي العين التي صالت اشفارها.
– العين (الشهلاء) و(الضمأ) وهي العين رقيقة الجفن.
فهيا معا أيها القارىء الحبيب لنقف حائرين امام العيون وأيها الأجمل، وبالترحال عبر عالم الأدب العربي نجده زاخر بالتغزل في العيون وفي جمالها واكثره يدور حول الشكوى والتوجع من سهام العيون.
** يقول ابن ابي حجلة:
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها في اعين الغيد موقوف على الخطر
** وعن مدى تأثير العيون يقول جرير واصفا :
ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن اضعف خلق الله انسانا
** يقول الشاعر بدر السياب في ذلك في قصيدته انشودة المطر:
عيناك غابة نخيل ساعة السحر او شرفتان راح ينأى عنهما القمر
** ويقول الشاعر البارودي في صورة شعرية جميلة:
نصبت حبائل هدبها فتصيدت قلبي.. فراح فريسة الاهداب
ما كنت اعلم قبل طارقة الهوى ان العيون.. مصائد الألباب
** ومهما قيل في العيون تظل العين (السوداء) عين العربي هي الأجمل بين العيون فينظر العربي وتظل العيون العربية السوداء هي سكنه العاطفي ومؤهلة الشعري وعالمه السحري الجميل.
ومن شعر العيون الشاعر محمد علي السنوسي
دموعك ياحسناء تغري بي الهوى فعيناك مينائي وقلبي قد رسا
** قال العباس بن الحسين في وصف الحور:
صادتكَ مِنْ بَعض الحضور *** بيضٌ نواعمٌ في الخدور
حورٌ تحور إلى صـــبـــاك *** بأعينٍ منـــهـــنحــــور
** أما كثير عزة فأنشد يقول:
سوى دعج العينين والدعج الذي به قتلتني حين أمكنها قتلي
** العيون الجميلة تأسر اللب, وتسر الخاطر, وتلهب المشاعر وتسجن النفس داخلها ففي ذلك أبدع الشاعر صفي الدين الحلي فقال:
كفي القتال.. وفكي قيـــدأســراكِ *** يكفيك ما فعلتْ بالناس عيناكِ
كلت لحاظـك ممـا قـد فـتـكـت بنــا *** فمن ترى في دمِ العشاق أفتاكِ
كملتْ أوصاف حسنٍ غير ناقصةٍ *** لو أن حسنكِ مقرون بحسناكِ
** وعن وباء نظرالعين للعين قال إبراهيم بن المهدي:
ونهيت نومي عن جفوني فانتهى *** وأمرت ليلي أن يطول فطالا
نظر العيون إلى العيون هو الذي *** جعل العيون على العيون وبالا
** وعن إشارات العين قال الشاعر ابن كلدة:
أشارت بطرف العين خيفة أهلها *** إشارة محزونِ ولمتتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحـباً *** وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
** ويقول الشاعر المهجري ايليا ابو ماضي الذي عاش اكثرعمره بين العيون المختلفةالالوان يقول في نظرة العيون السود:
ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا نارا وصار لها الفؤاد وقودا
** • قال أبو تمام: * إنَّ للهِ في العِبادِ مَنايا . . سَلَّطَتْها على القلوبِ العُيونُ ]]
** قال إدريس جماع:
السيفُ في الغمدِ لا تُخشَى مَضاربُهُ . . وسيفُ عينيكِ في الحالينِ بتَّارُ
-
قال إيليا أبو ماضي: