الشاهد الإيماني:( ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋة )
إعداد/مجدي بكر أبو عيطا:
ﺧﺮﺝ (ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻣﺮ ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ( ﺑﺴﺘﺎﻥ ) ﻭﺭﺃﻯ ﻏﻼﻣﺎ ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺣﺎﺋﻄﻬﺎ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻛﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻼﻡ , ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺑﻠﻘﻤﺔ , ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻟﻘﻤﺔ
( ﻭﻋﻤﺮ ) ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺘﻌﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ,ﻓﺴﺄﻟﻪ ( ﻋﻤﺮ ) ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻛﻠﺒﻚ ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻻ
ﻗﺎﻝ ( ﻋﻤﺮ): ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻄﻌﻤﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ ؟؟
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺘﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﺁﻛﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻨﻲ ﻃﻌﺎﻣﻲ .
ﺃُﻋﺠﺐ (ﻋﻤﺮ ) ﺑﺎﻟﻐﻼﻡ ,
ﻓﺴﺄﻟﻪ : ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺣﺮ ﺃﻡ ﻋﺒﺪ ؟؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ,
ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ( ﻋﻤﺮ) ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﻐﻼﻡ : ﺃﺑﺸﺮ ﻳﺎﻓﺘﻰ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺘﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻠﻜﺎَ ﻟﻚ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺭﺿﺎ : ﺃُﺷﻬﺪﻙ ﺃﻧﻨﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﺗﻌﺠﺐ ( ﻋﻤﺮ )
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻐﻼﻡ : ﻋﺠﺒﺎ ﻟﻚ !!!
ﺃﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻓﻘﺮﻙ ﻭﺣﺎﺟﺘﻚ ﺇﻟﻴﻬﺎ ؟؟
ﺭﺩ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺑﺜﻘﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ : ﺇﻧﻲ ﻷﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﺠﻮﺩ ﻋﻠﻲّ
ﺑﺸﻴﺊ ﻓﺎﺑﺨﻞ ﺑﻪ .!
ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻗﻤﺔ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﻪ