نقل محمد جمال عبد القادر
قال الامام محمود رمضان البرام أمام وخطيب مسجد الادارسة برأس غارب فى مقالتة الأسبوعية
لقد حرم الإسلام الغش والإحتكار فى أقوات الناس فى جميع سلعهم وجميع أقواتهم إن الإحتكار والغش أمراض تهدد المجتمع وتضر بسلامة المجتمع وأمنه وتجعل المجتمع فى فقر وإحتياج ولايقوى أبدا على على شراء قوته الأساسي ولقد عرف العلماء الإحتكار بأنه((حبس السلع والأقوات حتى ترفع اسعارها ويبيعها وقت الإحتياج بأسعار تفوق ثمنها الأساسي))
ولقد حرم النبي عليه الصلاة والسلام الإحتكار فقال فى حديث معمر بن عبدالله فيمارواه مسلم((لايحتكر إلاخاطئ))خاطى فى ماله وفى نفسه وفى معاملاته مع الله ومع الناس خاطئ من عظم الخطيئة ومن حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه((من أحتكر على المسلمين طعاما ضرب الله عليه بالجذام والإفلاس))كلها أحاديث تذم المحتكر والمحتكرين وتحثنا على أن نرعى الله فى أقوات الناس لانحبسها عليهم ليرتفع ثمنها ويكون المكسب إنما زيادة هذا المال هى ممحقة للبركة فى المال والأهل والولد ممحقة للرزق وهاهو عثمان بن عفان رضى الله عنه التاجر الماهر الذى تاجر مع الله واشترى بئر رومة ولم يحتكرها وواقفها لله ورسوله وللمسلمين وجعل كذلك القافلة فى وقت الضيق لله ولم يبعها لأحد من التجار وقال هى لله أعطانى الدرهم بعشرة
يضرب أروع الأمثلة فى رفض الإحتكار والتربح من أقوات الناس
عثمان بن عفّان- رضي الله عنه- أنّه كان ينهى عن الحكرة)
وحدثونا عن بعض السلف أنه كان بواسط فجهز سفينة حنطة إلى البصرة وكتب إلى وكيله: مع هذا الطعام في يوم تدخل البصرة فلا تؤخره إلى غد، قال: فوافق السعر فيه سعة، قال له التجار: إن أخرته جمعة ربحت فيه أضعافاً فأخره جمعة فربح فيه أمثاله، وكتب إلى صاحبه بذلك فكتب إليه صاحب الطعام: يا هذا كنا قنعنا أن نربح الثلث مع سلامة ديننا وإنك قد خالفت أمرنا وقد وددت لوخرجت من الدنيا لا لى ولاعلى
هذا وقد حرم الإسلام الغش فقال صلى الله عليه وسلم ((من غشنا فليس من))
كل هذه التعليمات لتحريم الغش والإحتكار جاءت لتحفظ للمجتمع أمنه وأمانه فى طعامه وشرابه وجميع حاجته الضرورية هذا والله اعلى وأعلم وهو اعز واكرم