أحمد فايز
1- أصحاب الفيل:
يا أبنائي الأعزاء، استقبل الكون أشرف الخلق أجمعين، ولقد سعدت الأرض كلها بمحمد صلى الله عليه وسلم، فهو الذي سيحمل الخير كله إلى الناس هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وُلِد في ربيع الأول في عام الفيل، فما هو عام الفيل؟
يا أحبائي، هيَّا نعرف هذه القصة الجميلة:
عام الفيل هو العام الذي أتى فيه أبرهة الحبشي بالفيل الضخم؛ ليهدم الكعبة، وذلك بعد أن رأى الناس يحجون إلى الكعبة في مكة، ولا يأتون إلى الكنيسة التي بناها.
فاغتاظ وجهز جيشًا كبيرًا حتى يهدم الكعبة، وعندما وصل إلى الكعبة لم يتحرك الفيل من مكانه، فحاولوا يا
أبنائي أن يضربوه حتى يهدم الكعبة، ولكن الفيل يا أحبائي يتحول ويفر منهم، وهنا ينقذ الله تعالى بيته من أبرهة وجيشه، ويرسل عليهم طيرًا يحمل حجارة من جمر جهنم مثل حبة الفول، ويرميها على جنود أبرهة، فماتوا كلهم، وأنقذ الله البيت الحرام ( الكعبة ) من الظالمين؛ ولهذا سُمِّي هذا العام عام الفيل.
2-رضاعة النبي صلى الله عليه وسلم:
يا أحبائي، بعدما علمنا العام الذي وُلِد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، هيَّا بنا نعرف رضاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو طفل رضيع كان من عادة العرب أنهم يرسلون أبناءهم إلى الصحراء؛ وذلك ليشموا الهواء النقي، ويشربوا من حليب الإبل والغنم، فيشبوا في صحة وعافية، جاءت المرضعات إلى مكة وأخذت السيدة حليمة السعدية الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تكن عندها إلا قليل من اللبن، ونعجة ضعيفة، ولما أخذت محمدًا صلى الله عليه وسلم معها، زاد لبنها وكثُر خيرها، وزادت البركة وأحبته حبًّا شديدًا، وبعد مرور عامين على رضاعة النبي صلى الله عليه وسلم، أعادته إلى أمه ( آمنة بنت وهب )، ثم طلبت من أمه أن تعيده إليها عامين آخرين، فأعادته عامين في بركة وسرور على السيدة حليمة السعدية – رضي الله عنها.
3- موت آمنة:
يا أحبائي في السنة السادسة من عمر النبي صلى الله عليه وسلم، ذهبت السيدة آمنة إلى المدينة؛ ليرى أخواله هناك وفي عودتها مرضت وماتت، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم عليها، هنا أخذته السيدة ( بركة أم أيمن ) التي كانت تخدم السيدة آمنة، ثم رجعت بيه إلى مكة.
4- مع جده صلى الله عليه وسلم:
عاش النبي في رعاية جده بعد موت أمه حتى بلغ الثامنة من عمره، وفارق عبدا لمطلب الحياة، ولكنه أوصى طالبًا عمَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ محمدًا معه ليعيش في رعايته، فقد كان أبو طالب حنونًا يحب محمدًا حبًّا شديدًا.
5- النبي في بيت أبي طالب:
عاش النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي طالب، فكان يقدمه على أبنائه، ويرعاه ويحبه حبًّا شديدًا، وكان محمد صلى الله عليه وسلم ذكيًّا نجيبًا محبوبًا من كل من يراه.
6- مع عمه إلى بلاد الشام:
حين كان محمد في الثانية عشرة من عمره، خرج مع عمه إلى الشام في تجاره له، وفي بلدة تسمى بصري، رأى راهبًا اسمه بحيرة، وبحيرة هذا عُلِم أن هذا الفتى سيكون نبي آخر الزمان، ولكن كيف عرف يا أحبائي أن هذا الفتى نبي آخر الزمان، عندما رأى خاتم النبوة بين كتفي النبي، فأخبر عمه أبا طالب أن يرجع بيه إلى مكة؛ لأنه خاف عليه من اليهود.
7- النبي يرعى الغنم:
عاد النبي واشتغل برعي الغنم وكان عمره خمسة وعشرون عامًا، عرضت عليه السيدة خديجة بنت خويلد أن يتاجر لها في مالها؛ لأنه عُرِف بصدقه وأمانته، فوافق وربحت ربحًا عظيمًا، وعلمت بصدقه وأمانته من خادمها ميسرة، فأحبت أن تتزوج منه، وفعلًا تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة – رضي الله عنها – وأنجب منها أولادًا.
8-أولاد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان للرسول سبعة من الأولاد:
ثلاثة ذكور هم: (القاسم – عبدا لله – إبراهيم).
وأربعة من البنات: ( رقية – أم كلثوم – زينب – فاطمة).
9- الصادق الأمين:
عُرِف محمد صلى الله عليه وسلم في مكة كلها بالصدق والأمانة، حتى سموه الصادق الأمين، وسأذكر لكم يا أحبائي قصة جميلة، فحين أرادت قريش أن تجدد بناء الكعبة، وأرادوا وضع الحجر الأسود مكانه، اختلفوا من يكون له الشرف في وضعه؟ حتى كادوا يقتتلون وتحدث فتنة عظيمة.
فقال رجل منهم: ما رأيكم نُحكِّم أولَ مَن يدخل علينا؟
فكان أول من دخل عليهم هو النبي صلى الله عليه وسلم، ففرِح القوم كلهم، وقالوا: دخل علينا الصادق الأمين.
فوضع محمد صلى الله عليه وسلم ثوبه ووضع الحجر، وقال: ليأتِ واحد من كل قبيلة ويحملوا الحجر، وبهذا نجوا من الفتنة القاتلة بفضل محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك بدأ الوحي ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم وسنذكر لكم إن شاء الله فيما هو قادم قصة نزول الوحي مع بداية الدعوة إلى الله عز وجل، فإلى اللقاء يا أحبائي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته