السيد حجاج يكتب / 1444
حينما زرت مكة لأول مرة , انتابني شعورغريب
بالهيبة والخوف والسكينة والطمأنينة !!
شعور مختلط بين متناقضين , لا أعرف من أين أتى ؟؟
وعندما رأيت الكعبة المشرفة إعتراني
شعور غريب , لا يمكن أن أنساه , ولا أعرف
كيف أصفه لكم .. ذلك الشعور الذي تختلط فيه
السعادة مع الشوق , الحب مع الخوف , الرجاء
مع القنوط , والقوة مع الضعف ! !
ورغم تزاحم عشرات الألآف من البشر
حولي , أصابني شعور بالوحدة , الآن أنا
وحدي أمام خالقي الذي يعلم سري
وجهري .. وغشيني شعور آخر أنني
قريب جدا من السماء , رغم بعدها
بملايين السنين الضوئية عن الأرض التي
آوي فيها , أحسست بالضوء يخترق
جلدي وعظمي وضلوعي حتى
وصل إلى جوهر قلبي .
دخلت من باب السلام , وهو الذي يعرف
بباب بني شيبة، الذي يدخل منه
الحجاج لتأدية طواف القدوم، وقد جدده
السلطان سليمان خان عام 931ھ ،
وسمي كذلك باسم باب النبي؛
لأنّ النبي محمد صل الله عليه
وسلم كان يدخل منه إلى دار زوجته
السيدة خديجة رضي الله عنها .
أرتحلت مئات الهموم عن كاهلي عندما
رأيت بيت الله الحرام , أطمئن قلبي ورحل
الشيطان عن عقلي وأذني , أعلم أنه
سوف يعود .. لكن لابأس يكفيني أنني
سوف القاه خالي الذنوب إن قبل الله
توبتي وعلم ما بقلبي من صفاء وطهر
لم أشهده من قبل .
وتملكتني فكرة المكوث في هذه الأرض
إلى الأبد .. فأحيا هناك وأموت هناك , وقلت
ماذا لوفكر الجميع مثلي ؟
, فلن تتسع هذه الأرض لجميع العاشقين ّ !
لكنني كالعادة أكتب ما لم أخطط له، وأخطط
طويلاً لما لن أكتب عنه غالبا .
السيد حجاج يكتب / 1444