تعليق هشام صلاح
السيد حجاج /يكتب مملكة المغفلين
مملكة المغفلين أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق
عمل روائى جديد جاء تحت عنوان
” مملكة المغفلين ” للكاتب والروائى السيد حجاج
وهنا أسجل شكرى العميق لكاتبنا حيث خصنى
بان أكون واحدا من أوائل من تلمست راحيته رشاقة
روايته وهفت نفسه لمطالعتها
فى البداية أحب أن أشير إلى أن كاتبنا السيد حجاج
قد قسم مجموعته القصصية لوحات فنية متناغمة
الألوان تضم كل لوحة تحتها عنوانات قصصية
فهناك لوحة(ذى القرنين )ولوحة (البيضة والحلاق )
ولوحة( النخلة )ولوحة (معلم الصبية ) ولقد تاملت معظم تلك اللوحات
ولعل ما شدنى حقاً فى هذه المجموعة لوحة
(معلم الصبية ) وما تحمله من الشكل الرمزى الفياض
بالإيحاءات والإيماءات الشعورية والفكرية معا،ً وكان الكاتب
فى هذه اللوحة على وعى بفنية البناء للقصة القصيرة فتراه
يقدم أشكاله الرمزية عبر لقطة سريعة مكثفة، أو مشهد
مضغوط أو موقف إنساني مكثف أو حتى انطباع خاص عن
جو من الأجواء حتى ليقارب فى هذه التشكيلات الرمزية
مصطلح (شعر الفكرة) الذى شاع بين الشعراء الرومانسيين
يتحدد ذلك فى التكثيف اللغوى، والبناء الفنى الصارم فنشعر
بأن قصته هى همسة،أو لمسة حقيقية أو دمعة
ولن أطيل الحديث أكثر من ذلك تاركا مساحة فضفاضة
للقارىء والمتأمل للمجموعة القصصية والتى
حملت عنوان ” مملكة المغفلين “ للكاتب السيد حجاج
السيد حجاج /يكتب مملكة المغفلين
ومع صفحات من مملكة المغفلين
أريد أن أعرف قصتك مع الحماقة ؟
– قال مستسلما .. تفضل بالجلوس يا سيدي سوف أحكي لك
قصة حماقتي …سكت لحظة ثم تابع عندما كنت في الحقل
أنا وولدي هذا طرأت لي فكرة عبقرية ..هكذا حدثتني نفسي ,
كنت أمتلك جاموسة ذات قرنين كبيرين كانا يزينان رأسها
وكأنهما تاج مقوص فوق رأسها فأخبرت ولدي هذا بما قررت !!
– أجاب الغلام وأنا أخبرتك يا أبي بألا تفعل لأنها فكرة مجنونة !!
– وأنا قلت لك إن معظم الاختراعات والانتصارات والاكتشافات
كانت في الأصل أفكارها مجنونة ؟
– أخذ الوزير يتابع النظر بين المتناظرين لعله يصل إلى ما يريد
فبادر بقوله: المهم ماذا حدث وما هي فكرتك المجنونة !؟.
– قلت له سوف أدخل رأسي بين قرني هذه الجاموسة
وسأتمكن من عبور قرنيها بجسدي كله بكل سهولة من
خلال قرنيها … فأخبرني ولدي النجيب هذا بأن هذا الأمر
لا يبدو فكرة جيدة ولا يسمى اختراعا ولا يرقى أن يكون اكتشافا
أبداً , ولكنني كنت قد عقدت العزم على إتمام الاكتشاف
وأدخلت رأسي بالفعل بين قرني الجاموسة فلم تبالي
لأني صديقها واستمرت في تناول البرسيم , فزاد ذلك من
ثقتي بنفسي وإصراري على موقفي , فرحت أزحف
بجسمي فوق رأسها وعندما وصلت لنصف المسافة غط
جلبابي عيني الجاموسة تماماً فأظلمت الدنيا أمامها ومنعتها
من تناول البرسيم الذي تحبه , فهاجت وغضبت غضباً شديداً
وحملتني بين قرنيها وأخذت تجري في كل مكان وأنا أصرخ
وأطلب النجدة من الناس ولكن أياً منهم لم يستطع مواجهة
جاموسة عمياء لأنها بكل ببساطه لا ترى أمامها أي شيء !!
فراحت تصطدم بالنخيل والأشجار وتقع في الترع وأنا أصرخ
انقذوني النجدة وظللت على هذه الحال ساعات النهار كلها
وهي تطوف بي في شوارع القرية والناس يتجنبونها وينادونني
بقولهم يا مغفل لما فعلت هذا بنفسك وانا أصرخ فيهم أنزلوني
أرجوكم … وأخيرا بعد أن أعياها التعب سقطت في ترعة وماتت