مصطفى السبع
السلطان يعظ
درسا فى الحياة تعلمه سلطان من سلاطين العصر القديم
كان هذا السلطان شديدا فى تعامله مع الجميع حتى الذين يعملون معه من حراس وخدم ورؤساء الديوان تزوج السلطان من أميرة بنت أمير وعندما حملت منه وأنجبت طفلة أطلق عليها إسم ورد شاه مرضت زوجته الاميره بعد عملية الإنجاب ثم فارقت الحياة هذا السلطان كان يحبها حبا شديدا وعند وفاتها إشتد عضبه أكثر مما كان وبدأ يتعامل مع الجميع أشد معاملة وتمادى فى ذلك إلى أن أصبح سلطانا ظالما فى بلاده إستعان بمرضعة ومربية لإبنته الرضيعه وأستمر فى معاملته القاسية مع الجميع ومرت الأيام والأعوام إلى أن أصبحت ورد شاه فى عمر الأثنى عشر عاما فكانت دائما تذهب هى وصديقاتها الى بحيرة قريبة من القصر ومعها الحراس هذه البحيرة كان دائما يتردد عليها شابا فى مقتبل العمر عمره ستة عشر عاما اسمه نور الدين كان يعمل صيادا ويعيش فى كوخ هو ووالدته المريضة فكان يذهب كل يوم فى الصباح ليمارس عمله وعندما ينتهى من عمله يذهب ليبيع السمك الذى اصطاده ثم يذهب الى الكوخ ليراعى والدته المريضة يوما بعد يوم وسلسلة من الأحداث تتوالى وأثناء تواجده فى البحيرة كانت تتواجد بنت السلطان هى وأصدقاءها فتوجه اليهم وعرض عليهم أن يشتروا منه السمك فعندما رآه الحارس الذى يتبعهم ذهب إليه وأخذ منه السمك بشدة وطرده من المنطقة وهدده اذا عاد هنا سيقبض عليه ويسلمه للسلطان بكى الصياد الشاب نور الدين وقال للحارس هذا رزقى وعملى الذى أستطيع من خلاله توفير الأدوية والمعيشة لأمى الحارس لا يهتم وأخذ السمك من هذا الصياد وطرده.
ورد شاه بنت السلطان غضبت من الحارس وما فعله مع هذا الشاب وذهبت إلى قصرها وهى حزينة وعندما قالت للمربية الخاصة بها والتى تعيش معها على ما فعله هذا الحارس مع هذا الصياد فقالت لها المربية ءنها تعرف هذا الصياد وتعرف أمه وهى دائما تذهب إليهم لتعطيهم مالذ وطاب وتساعدهم على المعيشه فطلبت ورد شاه من المربية أن تأخذها معها إلى منزل هذا الصياد وبالفعل ذهبت وعندما دخلت الكوخ رأت هذا الشاب جالس بجوار أمه يسقيها ويضع لها الدواء فتوجهت إليه وأعطته كيسا من المال تعويضا على ما أخذه منه حارسها وقالت له لا تنقطع عن البحيرة وأذهب إليها يوميا وعندما تنتهى من عملك أعطينى السمك لأننى سأشترى كل ما تتحصل عليه من الأسماك .كل يوم تذهب بنت السلطان مع المريية إلى البحيرة لتقابل الصياد نور الدين لتأخذ منه السمك ولتعطيه كيسا من النقود ومع مرور الوقت تحركت المشاعر بداخلها ناحية هذا الصياد ثم أعترفت له فكان هذا الإعتراف مفاجأة لهذا الصياد لم يتوقعها وقال لها ماذا تقولين فالأمر خطيرا جدا فأنتى بنت السلطان وأنا صيادا فقيرا ثم إستسلم الصياد لبنت السلطان وبدأ يبادلها نفس الشعور ثم كثر لقائهما يوميا عند البحيرة فالصياد عمره ستة عشر عاما وبنت السلطان أثنى عشر عاما وشرارة الحب بدأت معهما سريعا ولكن نور الدين الصياد الشاب جلس بمفرده كثيرا يفكر فى مصير هذا الحب الذى حتما سينتهى بالفشل نظرا للفارق الكبير بينهم ووضع فى الإعتبار أن ورد شاه بالنسبه له فترة وسوف تنتهى فبدأ يفكر ويسئل نفسه ماذا لو تزوجت ورد شاه أمير وتغيرت الأحداث وذهبت ومرت الأعوام وكبرت وتغير ملامحها وقابلتها صدفه فكيف أعرفها بعد تغيير ملامحها فطرق بباله فكره أن يرسم على يديها وشم على هيئة سمكة صغيرة حتى يتعرف عليها عندما يراها حينما يمر على فراقهم سنوات كثيرة وبالفعل قابلها وطلب منها أن يرسم على يديها هذا الوشم وشاءت الأقدار أن كل ما تخيلة نور الدين الصياد بدأ يتحقق عندما رآه أحد الحراس وهو جالس مع بنت السلطان وقام بالقبض عليه وأخذه إلى القصر متوجها به إلى السلطان وأمام السلطان قال الحارس أن هذا الصياد جاء من قبل ليصطاد من البحيرة وطردته ومنعته من العودة مرة اخرى إلى هذه البحيرة ولكنه عاد ورأيته جالسا مع الأميرة ورد شاه وقبضت عليه قام الملك باستدعاء إبنته وسألها عن ما حدث فاعترفت بحبها لهذا الصياد وهى كانت دائما تذهب إلى البحيرة لتقابله هناك فغضب السلطان غضبا شديدا من إبنته وأمر الحارس بأخذ هذا الصياد ووضعه فى السجن نور الدين الصياد توسل للملك أن يتركه لأنه يراعى أمه المريضة ولكن السلطان أبا ولن يهتم مرت الأيام ثم ماتت أم الصياد بسبب عدم وجود أحد معها يراعيها عندما وصل الخبر لنور الدين وهو فى ابسجن إنهار وحزن حزنا كبيرا على وفاة أمه.
أما بنت السلطان وبسبب حزنها على نور الدين أصيبت بالمرض ولازمت الفراش الملك حزين على إبنته وقلق عليها والحكماء قالو للسلطان أنها تعانى من مرضى نفسي فلابد من تهيئة الامور التى تعيش فيها وتحيطها تكلم السلطان مع إبنته فى كل الأمور حتى موضوع حبها لهذا الصياد وطلب منها أن تنسي هذا الصياد وأنها لسه صغيرة على الحب والأيام القادمة أفضل بالنسبه لها فطلبت منه إبنته ان يطلق سراح الصياد ويفرج عنه ويتركه لحال سبيله أمر السلطان الحراس بالافراج عن الصياد على أن يترك هذه البلد ويذهب ليعيش فى بلد آخر بالفعل الصياد ذهب الى بلد أخرى وعاش فيها ومارس عمله وبعد مرور الوقت بدأت ورد شاه تكبر فى العمر فتقدما لها أمير للزواج منها ولكنه كان أميرا مستهترا لا يتحمل أى مسؤلية فعرض عليه السلطان أن يتحمل مسؤلية كافة أمور البلد الامر الذى أغضب الكثير من أعضاء الديوان كيف يأتى هذا الأمير ويأخذ كافة الصلاحيات بدأت المشاكل تتكاثر داخل ديوان البلد من قرار السلطان وبدأت المشاكل تتكاثر بين الأمير وزوجتة بنت السلطان بسبب معاملته السيئة لها
وتمادى هذا الامير فى أخطاءه الأمر الذى تسبب فى خلق مشكلة بينه وبين السلطان فقام السلطان بنزع كافة الصلاحيات من الأمير زوج إبنته عندما علم بمعاملته السيئة لابنته وأيضا لسوء إدارتة لتولى شؤن البلد بدأت الإنقسامات تتكاثر بين الجميع حتى وصل الأمر إلى حدوث فوضى فى البلد وكثرت المشاكل وبسبب إهمال الامير زوج بنت السلطان كثرت ديون البلد وتآمر أعضاء الديوان على السلطان الظالم فلن يتحمل السلطان وكثرت هذه المشاكل ثم مرض ولازم الفراش وتأزمت الأحوال إلى ان زحف الى هذه البلد جيشا لدولة مثلها مثل التتار تنتهز فرص سقوط البلاد لكى تستعمرها وبالفعل دخل هذا الجيش وأستعمر هذه البلده وأستولى على كل مافيها وقبضوا على السلطان ووضعوه فى السجن هو وأعوانه ومساعديه ثم أخذوا إبنته لتعمل خادمه لهم ومر عامين والإستعمار يعيش حياته داخل هذه البلد ومن ناحية أخرى كبر نور الدين الصياد الفقير ونجح فى عمله وكسب ثقة البلد التى توجه إليها وأخذ وضعه وهناك الى أن أصبح من أهم الفرسان الأقوياء بجيش هذه البلد ومع ذلك كان يفتقد روح الوطنية لانه يعلم ءن هذه البلده ليست بلدته إنما بلدته هى التى ولد فيها وماتت أمه فيها وأيضا توجد فيها حبيبته بنت السلطان الدم يحن بداخل نور الدين ويفكر جيدا فى موطنه الأصلى ويفكر فيه ويتسائل مع نفسه ماهو حال وطنى الآن وعندما وصله خبر الإستعمار الذى دخل بلدته جن عقله وذهب ليبحث عن حبيبته وعن أهل بلدته وعندما وصل الى بلدته وجد الاستعمار بها ودخل فى مفاوضات مع قائدهم على أن يتركوا هذه البلد فرفض هذا القائد وقام بطرد نور الدين وهدده إذا عاد هنا سيكون مصيره السجن رجع نور الدين مخيب بالآمال ولن يدرى ماذا يفعل علما بأنه لن يسأل عن حبيبته خوفا من أن تكون أصابتها مكروه او ضرر فتؤثر عليه فترك الأمر للمجهول والمصير رجع نور الدين وبدأ يخطط كيف يدخل بلدته مرة أخرى ويقاوم الإستعمار ويطرده خارح بلدته بدأ يعد جيشا قويا ويخطط تخطيطا سليما إلى أن بدأت المعركة وأنتصر نور الدين وقبض عليهم وعلى رئيسهم ووضعهم بالسجون ثم فتح السجون التى بها أمراء بلدته والسلطان أيضا ففوجأ السلطان بأن هذا هو نور الدين الذى طرده من بلدته وأستنكره بسبب أنه صيادا فقيرا وعندما سأل نور الدين السلطان عن أبنته ورد شاه أجاب السلطان لا أدرى ذهب نور الدين يبحث عن ورد شاه بين جميع نساء البلده ولن يعثر عليها أو يتعرف عليها لأنه تركها منذ سنوات كثيرة وهى الآن تقدمت فى العمر وتغير ملامحها ثم أفتكر نور الدين ذلك الوشم الذى رسمه على أيدى ورد شاه وعندما بدأ يفتش بين النساء فقد رآها أمامه ثم قال لها تنبؤى للأحداث كانت صائبه والحمد لله لولا هذا الوشم ما كنت عرفتك من بين هذه النساء وعندما أخذها وعاد بها إلى القصر قد اشتد المرض على السلطان وقبل أن يلفظ انفاسه الآخيرة نظرا إليهم ورفع يديه وأشار لهم وقال لهم أن سبب ماحدث فى هذه البلده هو سبب ظلمى للناس وكنت اظن أننى اقوى شيئ فى الوجود ولا شيئ فى الكون يستطيع إيقافى ولكن قدرة الله اعظم وأكبر من أى جبروت متكابر فى الحياة ثم نظر إلى نور الدين وقال له تعلمت منك يابنى درسا كله عظه ومواعظ فسامحنى قبل ان يفوت الأوان وقبل لقائي بربى فأنا الآن على عظه تامه بما حدث وبما أنا فيه الآن.
ثم لفظ السلطان أنفاسه الآخيرة وبدأ نور الدين بداية مهام عمله نحو التطوير وبناء البلده من جديد وبفكر جديد وبأسلوب جديد يستفيد منه الجميع حتى يتمكنون من حماية بلدهم والتصدى لأى إستعمار خارجى ثم تزوج نور الدين من ورد شاه حبيبته ومعشوقته وبدأت رحلة الحياة الناجحة.
هذه هى الحياة انها تحتاج للحب وإحترام المبادئ والعدل والمعاونة بين الجميع والتواضع والنظر الى المستقبل والموعظة والنصائح حتى تصب على الجميع بالخير وعلى الوطن أيضا.