عندما طلب لاعب الكرة الشهير الفرنسي الجنسية المسلم الديانة بلال ريبيري من إدارة ناديه – نادي بايرن ميونخ الألماني -تخصيص غرفة صغيرة في النادي- في الملعب – للصلاة ليصلي فيها هو وزملاؤه المسلمين لم يكن يتوقع ردة فعل النادي .
حيث قامت إدارة النادي بالإعلان عبر موقع النادي الرسمي عن بناء مسجد إسلامي في ملعب الاليانز رينا معقل نادي البافاري .
وبذلك فنادي البافاري هو أول نادي ينشئ أول مسجد في جميع ملاعب العالم . حتي الاندية التي بالدول الإسلامية .
فقد قررت إدارة النادي بناء مسجد متكامل للاعبين والمشجعين المسلمين . مع وجود إمام للمسجد ومكتبة إسلامية , وحلقات علم .
وقررت إدارة النادي أن تدفع 855% خمسة وثمانين بالمائة من قيمة البناء أما النسبة الباقية فتترك لمساهمة اللاعبين والمشجعين الذين يريدون المساهمة وكسب الثواب .
طبعا هذا الحدث ربما للوهلة الأولي ينظر إليه كحدث عادي , ولكنه يحتوي علي مجموعة من المبادئ , والدلائل , والقناعات .
فهذا اللاعب المسلم حريص علي صلاته أكثر من الذين ربما يجلسون بمنازلهم أو يسكنون بجوار المساجد , وأن عمله كلاعب لا يقل أهمية عن عمل أي شخص في موقع مسئولية بالرغم أن البعض ينظر لتلك الألعاب كهوايات , وأنها لا ترتقي مثلا لعمل الجراح أو القاضي أو العامل بالمصنع أو الطيار .
وأن حرص هذا االلاعب علي صلاته جعله يطلب تخصيص غرفة صغيرة , من ناديه غير المسلم , ولم يخش أن يتعرض لإضطهاد أو أن تتغير المعاملة له ,أو أن يتأثر عمله لأنه في بلد لا تدين الإسلام .
والأجمل من كل شئ ردة فعل النادي الألماني والمسئولين عنه , والكرم الغير متوقع , فأقصي ما كان يطلبه اللاعب غرفة صغيرة للصلاة , ولم يتوقع إطلاقا إنشاء مسجد كامل متكامل يحتوي علي مكتبة وحلقات علم , وتعيين إمام للمسجد .
وذلك يدل أيضا علي أنهم أناس يعملون بجدية , ومصداقية , وأنهم يختارون للمكان الشخص المسئول المناسب .
وان تفكيرهم منطقي , فلم يمنعهم الإرهاب المنتشر بإسم الإسلام حاليا من الخوف من إنشاء مسجد أو تشجيع علي الصلاة , وذلك بعكس التفكير في دول العالم الثالث , والذين يأخذون العاطل مع الباطل علي رأي المثل .
أما الشئ الذي أريد الحديث عنه أنه ربما شخص واحد يكون سببا في هداية أمة , كما أرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم مصعب بن عمير للمدينة المنورة , فكان سببا لهداية أهل المدينة.
فقد قال الله تعالي أدعو إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة . وذلك حدث كثيرا , فإن الإسلام لم ينتشر في شرق آسيا والهند عن طريق الفتوحات الإسلامية , والتي يدعي كارهوا الإسلام أن الإسلام إنتشربحد السيف , بالعكس أنتشر في ماليزيا والهند ودول شرق آسيا عن طريق التجارة والتجار والذين أغلبهم كانوا من عمان واليمن وشبه الجزيرة العربية , والأكثرية من سلطنة عمان وذلك بسبب حسن تعاملهم وأمانتهم , فكانوا سببا في دخول غير المسلميين للإسلام , وكانوا خير دعاة للدين .
النقطة الأهم أن بعض الناس لا يحتاجون أن نقول لهم قال الله وقال الرسول ثم يرون في معاملتنا عكس ما نقول , ولكنهم يحتاجون أن يروا منا تصرف فيه خلق ورقي وسماحة الإسلام لكي يحبون الإسلام . وذلك لا ينفي طبعا العمل بالحديث الشريف بلغوا عني ولو آيه .
الختام أن ما فعله بلال ريبيري ربما لم يفعله عالم دين يعتلي المنابر , ولم يفعله مجاهد حمل السلاح في سبيل الله , فقد تكون وأنت في مكانك أعظم أثرا من كثيرين .
فالشكر لله والشكر لبلال ريبيري والشكر الكبير لنادي بايرن ميونخ وتحية للقائمين عليه , تحية لمن يحترم العاملين معه , ويحترم عقيدة الإنسان , وذاته .