بقلم هشام صلاح
بشموخه وكبريائه يجرى فى أحضان واديه ليصب من عبقه فى حوض المتوسط ” كوثر مصر”
وهذا الفرات يعطر بأصالته الدمشقية جنبات الوادى ليدغدغ بجماله وانسيابه جبال سورية ، هذان هما النهران وكذلك كانتا النبتتين ثروت وأحلام
فما أروع نظمهما وما أجمل شدوهما حينما عزفا على أوتار القلوب لحنا شعريا تهيم من جماله النفوس وتترى من روعته الأفكار والأخيلة
فلنبحر سويا عزيزى القارىء مع تدفق الكلمات العذبة الصافية الرقراقة لابن النيل شاعر الحب والجمال ثروت سليم الذى فاضت من نيل عطائه قصيدتنا
قصيدة أميرةُ الأحلام يقول :
أنا شَاعرٌ أصحُو على الأحلامِ
وأنَامُ فوقَ دفاترِ الأيامِ
وأطوفُ مِن حَولِ الجَمَالِ كأنَّهُ
نَهرُ وأسبحُ عاشقا بمنَامي
حُوريةٌ هَمَسَتْ فرَقَّ لصوتِها
قلبي وهاجَ الحِبْرُ في أقلامي
هي (جُلَّنَارُ البحرِ) ..وردَةُ حُبِّها /
حَكَمَتْ على الجُوري بالإعدَامِ
هي ذلك الشَهْدُ المُصَفَّى كُلَّما
ارتشفَ الفؤادُ أقدَّمُ استسلامي
هي ما هي الأحلامُ إلا صحوَةٌ
وأنامُ .. بعد تحيتي وسلامي
هي مَن تُفسِّرُني فأحلَمُ عندَها
طفلاً أبيتُ مُفسِّراً أحلامي
طَفلاً على صَدْرِ الحَنَانِ تضمُهُ
وبراءةُ الأطفالِ مِن إلهامي
والحُبُ خَمْرُ العاشقينَ ودونَهُ
لا تَسكرُ الدنيا بغيرِ مُدَامِ
بدأ الطريقُ ..فقلبُ مصريٍ سرَى
خلفَ الحُدودِ مُعرِّجَا للشام
أو قلبُ سوريٍ يَطيرُ صَبَابَةً
نَحوَ الكِنانَةِ في هوىً وهُيامِ
الحبُ صوتٌ قد يُشَابِهُ صوتَهُ
عَزْفُ الرَبَابِ ..ورِقَّةُ الأنسامِ
هي علَّمَتْني.. أن أذوبَ مُتَيَّمَاً
وتذوبَ ..بينَ مَحبَّتي وغرَامي
علَّمْتُ أهلَ العشقِ أسرارَ الهوَى
لكِنَّهم صَلَّوا.. بغَيرِ إمَامِ
وتوضأوا بعد الصلاة جهالةً
والطُهرُ في الأرواحِ والأجسامِ
* هكذا كان انسياب الشعر صافيا رقراقا من منابع الخير والجمال بثروة النيل
لنر بعده تدفق مياة بردى على لسان الشاعرة السورية أحلام غانم والتى انطلقت معارضة قصيدة ابن النيل فكتبت تحت عنوان
” ثَرْوَةُ الأحلام”
في زهرةِ المعنى إليكَ غرامي وعليكَ من عِطْري ومن إلهامي وعليَّ عُشّاقُ القوافي كُلَّما مَاستْ بيَ الزُّلْفَى تهزُ مَقَامي إيقاعُ حُبِّك مثلَ كأسِ بيننا و النَّخْبُ بعد الياسمين الشَامي وعلى رِتَاجِ الشمسِ نَروي ليلَنا / والدفءُ وقدُ محبَّةٍ وهُيامِ بالوَصل ثمَّ هَمَمْتَ بي..في غفوةٍ / ورويتَ قلبَ المستهامَ الظامي عزفٌ.. ورقصٌ و ابتهالٌ عاشقٌ / والعاشقُ المحرومُ دون غرامٍ والبدرُ يَهْمِسُ للظلالِ تمَّهلِّي حتى سكنتَ بهَودَجِ الأحلامِ ماذا يُكبِّلُ ..مَبْسَمَيْنِ ترنَّحَا وأساوراً عزفتْ عليكَ سلامي ماذا جرى والنّيلُ أحنى خافقي و يَهُزُ في عُشِ اليَمامِ يَمَامي قد صرتُ أعشقُ مَنْ أُحِبُ فذاكَ لي / حتى تقلد بالـ (سَليمِ ) وسَامي أشْفقْ على قلبي الجريحٍ من الجوى / عند اللقاء مُرتِّلا أنغامي قسماً فحين قرأتُ بسْمَلةَ الهوى همسَ المساءُ مُجددا أحلامي وعَجَزْتُ إلَّا أن..أقولَ مجدّدَاً يا (ثروتُ)التاريخِ في أيامي ماذا دفنتُ ومَا دفنتُ أنوثتي إلا ليزدادَ الغرامُ أمامي يا ليتَ ثَغْرَكَ كان ثَغري عندما عزفَ اللسانُ وطابَ عنك كلامي لم يبقَ إلا اثْنانِ في الأعلى همَا وطني الحبيبُ..(وثَرْوَتُ الأحلامِ)
فيالروعة ورقة القلبين حينما تآلفا فحلقا بنا فى رحاب القصيدة ورحابة الزمان والمكان فهامت من شدوهما نفوسنا وحلقت معهما تاركة هموم وكآبات لازمتنا
ليعيدنا إلى عصور الشموخ العربى والاصالة الراسخة فى ماضينا العريق
فتحية فخر واعتزاز لابنه الفرات وابن النيل العظيم