د. هالة الجبالي
تعرف على اضطراب عسر الحساب لدى الأطفال
قد يواجه الطفل بعض الصعوبات التي يمكن اعتبارها مشكلة طبية، خاصة عندما تتعلق بصعوبات معينة في التعلم، وهي حالات يمكن علاجها من قبل الأخصائيين على غرار معالج النطق وطبيب الأعصاب وطبيب الأطفال.
وتحدثت إرمينا ميرينو فيدال في تقرير لها نشرته مجلة “بكيا بادريس” الإسبانية عن مشكلة الديسكالكوليا، أو اضطراب عسر الحساب لدى الأطفال.
ما هي؟
ربما سمع الكثيرون عن مشكلة الديسلكسيا أو عسر القراءة، وهي خلل يمنع بعض الأطفال أو حتى الكبار من القدرة على القراءة بشكل صحيح، وكأن أعينهم غير قادرة على رؤية الحروف مجمعة. كما يواجهون صعوبة في التركيز على النصوص، إلى جانب مشاكل أخرى في القراءة والكتابة.
أما مشكلة الديسكالكوليا، أو اضطراب عسر الحساب لدى الأطفال، فهو خلل يشبه الديسلكسيا لكنه يتعلق بالأرقام فقط. ويواجه الأطفال الذين يعانون من الديسكالكوليا صعوبة كبيرة في التركيز عند إنجاز المعادلات الرياضية، وكثيرا ما يشعرون بالتوتر في الصف، بما أنهم لا يستطيعون مجاراة بقية أقرانهم واجتياز اختبارات مادة الرياضيات والمواد التي تحتوي على عمليات حسابية.
ولا يعني اضطراب عسر الحساب لدى الأطفال عدم قدرتهم على استيعاب الأرقام مرتبة على الورقة أو على السبورة فحسب، بل مواجهتهم أيضا لصعوبة كبيرة في إنجاز العمليات الحسابية. ولهذا، لا يستطيع الأطفال التعلم بنسق طبيعي في ظروف تدريس عادية في المدرسة، أو حل المسائل الرياضية التي تعترضهم.
جذور المشكلة
يُعتقد أن أصل هذا الاضطراب جيني بناء على هندسة الجينات في الدماغ، وهو ما يعني أن علم الأعصاب هو المسؤول عن دراسة حالات اضطراب عسر الحساب.
في الواقع، تتأثر بعض أجزاء الدماغ بهذا الخلل، خاصة تلك المسؤولة عن عمليات التعلم، فتكون حالتها مختلفة عما هو الحال لدى معظم الناس الذين يستطيعون إنجاز العمليات الحسابية وكل الأنشطة التي تتضمن أرقامًا.
ومن المثير للانتباه أن من يعانون من اضطراب الديسكالكوليا عادة ما يكون معدل ذكائهم طبيعيا، ولذلك، لا يتم التفطن لهذه الحالات مبكرا، إلا عندما يبدأ الطفل بالتعرض لصعوبات في مادة الرياضيات وحل المسائل الحسابية، دون أن يواجه أي صعوبات في بقية المواد التي يدرسها.