الدبليرإحد الادوار المعروفة فى عالم السينما قد يعرفه البعض وقد يخفى على آخرين ؛ إنه الممثل المغمور الذى يقوم مكان البطل عند أداء احد المشاهد الصعبة أو الخطيرة. فكل ممثل كبير له دبلير يؤدى عنه تلك المشاهد الخطرة
ولقد أصبحت مهنة أو مهمة الدبلير ظاهرة فى كل حياتنا ، حيث نرى الآن كل مسئول فى أى قطاع من قطاعات الدولة أو صاحب منصب له دبليرأو بمعنى آخر ( كبش فداء)
نعم فالمسئول الكبير يظهر فى الاحتفالات الكبيرة والتشريفات واللقاءات الجماهيرية المهمة ، فإذا ما كانت مشكلة كبرى أو كارثة نجده يحرك الدبليرليحل محله وقد يلجأ لإلقاء اللوم عليه إنقاذا لصورته .. كذلك لوطلب أحد المواطنين البسطاء رؤية سيادته وأخذ من مكتبه الموعد تلو الموعد دونما أن يفوز برؤية اشراقته البهية ، فإذا ما ضقت وفقدت الأمل فى اللقاء أخرجت كل همومك فى شخص الدبلير الذى تقابله بديلا عنه ، ثم يتطوربك الأمر إلى حد أن تلعن كل صاحب كرسى ظن أنه السيد و الناس عبيد فى خدمته.
ثم تصاب بهستيريا حينما تسمع منه أنه وبكل تواضع قبل هذا المنصب الذى لا يعرف له حق ولا يراعى له حرمه خدمع للوطن وابناء الوطن فإذا ما قررت أن تعتمد على نفسك لقضاء مصلحتك أو حل مشاكلك فتوجهت مثلا لمؤسسة من المؤسسات الحكومية . ظهر لك الدبلير الذى لايملك لك حلا ، لكن وهذا للحق أذا ما علم سيادة المسؤول بأن إحدى قنوات التلفزيون أو أن الصحافة نزلت إلى أحد الاماكن الخاضعة لادارته – فسبحان الله – لرأيت سيارة سيادته ومن خلفه حاشيته يهرولون الى مكان الزيارة و سرعان ما ينزل السيد المسؤول من سيارته وهو يوزع ابتسامته على الجميع وهو فى كامل شياكته وأناقته.
وأتساءل هنا لماذا لا يصبح تفقد أحوال المؤسسات العاملة تحت قيادته جزءا أصيلة على رأس جدول يومياته، وهنا نؤكدعلى أن ظاهرة الدبلير التى شملت جميع مرافقنا الحكومية وتعاملاتنا مع كل مسؤول قد باتت ملفته للنظر فهذا الدبلير من ستلقى عليه اللائمة عند وقوع أى خطب وهو المتصدر لأى مشكلة أو أمر خطير ليكون فداءا عن سيده ، فهذا المسكين ما هو إلا ضحية يقدمها كل مسئول لتظل صورتهم كما هى ببريقها ولمعانها ، لكن المواطن قد فهم ووعى وظيفة هذا الدبلير ولم يعد ينخدع بهذه الحيل السينمائية التى وعاها الجميع ، وأتساءل متى يتمتع الممثل الكبير ( أقصدكل مسئول) بالشفافية والصراحة والقدرة على المواجهة والمكاشفة والمصداقية مع المواطنين أبناء بلده فلقد أصبح الدبلير الآن عبأ على الناس ، وكذلك أصبحت البذات الأنيقة والكارفات الشيك مما يثير حفيظة الناس ويجعلهم يأخذون الأحكام المسبقة على كل كلمة ينطق بها هذا المتأ نق لانهم يعلمون جيدا أن خلف هذه الشخصية يوجد الوهم والخداع فحقيقتك المرة توشى بأنك كاذب