بقلم هشام صلاح
يعتبرالحب الإلهى أعلي درجات الحب بل هو أحد أنماط الحب”الانسانى” المتعددة وأعلاها درجه. : فحب الله تعالى لا يخلو من مدع أو واهم – ذلك أن عمله مناقض تماما لشروط المحب لله
ومن المعروف عند الصوفية ب “الحب او العشق الالهى” لذا قدم المتصوفة تعريفات عدة للحب الالهى عدة :
فهذا داود الطائي يقول :المحبة : هي دوام ذكر المحبوب.
وتلكم رابعة العدوية تقول :المحبة : موافقة الحبيب في المشهد والمغيب
أما ذو النون المصري فيقول :المحبة : هي أن تحب ما أحب الله ، وتبغض ما أبغضه الله تعالى ، وتفعل الخير كله ، وترفض كل ما يشغل عن الله ، وأن لا تخاف في الله لومة لائم
وفى زماننا المعاصر – مع شديد الأسف – نجد مصطلح الحب الألهى قد أصبح قناعا ادعاه و يدعيه كل مدع ومتجرىء ، فمن أراد كسب ود ومحبه الآخر زيفا و خداعا وجد غايته فى يدعى أنه من المحبين العارفين بالله
وهنا لنا أن نسأل من ادعى هذا ا لمقام من الحب الألهى هذا السؤال :
– هل تدبرت يوما هذه الآية الكريمة فعملت بها يقول الله تعالى:
( فسَوْفَ يَأْتي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلى الْمُؤْمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلى الْكافِرينَ ”
– فهل كنت يوما هينا لينا مع المؤمنين فلم تقس أو تشق يوما عليهم !؟
– هل رأفت وشعرت بما يشعر به المؤمنون الضعفاء والمحتاجون !؟
– هل يسرت لهم يوما او ساعة معيشتهم فخففت عنهم أحمالهم واوجاعهم !؟
* وأزيدك هل تدبرت يوما حديث نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم :
(ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما) ،
– فهل سألت نفسك يوما – أالله تعالى ورسوله أحب إليك مما سواهما !؟
– ترى هل زهدت ساعة فيما عندك أو معك وآثرت به غيرك لو كان الله ورسوله أحب إليك !؟
فلتعلم أن : «كل محبة وإرادة لا يكون أصلها محبة الله وإرادة وجهه فهي باطلة فاسدة». وأن المحبة ليست مجرد وجدان لا يتجاوز الفؤاد، أو عاطفة لا تغادر اللسان،
فالحقيقة الراسخة والقاعدة السليمة للحب الإلهى تقتدى وجود تلازم بين المحبة القلبية وعمل الجوارح، والملازمات بين الباطن الظاهروأن المحبة التامة تقتضي عملًا ظاهرًا، وتوجب فعلًا واقعًا. —-
فبادر – إن كنت صادقا – إلى ذلك وابتغ إليه سبيلا قبل فوات الأوان