بقلم / سمرا عنجريني
بدت منصاعة لإحدى عادات عزلتها، تتأمل الدوائر البرتقالية السريعة والمشعَّة تجتاز السماء مثل نيازك عند الغروب من شرفة منزلها ، صوت مزامير حزينة لراحة النفس الأبدية اخترقت ذاكرتها التي لاتعرف النسيان ..
وجه جاف لخازن ثورة أطل من خيمة عسكرية ، كان يمسك عنان ” حمار” محمَّلاً بصندوقين، الأول سبائك ذهب ، والثاني قنابل تحت الطلب ، أعلنَ الحرب حتى الموت ، فحوريات الجنة وعد وحق ، عذبَّه إخفاق حلم ذريع ، الخيمة انقلبت سيركاً مرقَّعاَ ، باع شرفه جزافاً ، وجِدَ مقتولاً بخيانته والحق انتصر ..
نَزِقٌ ، جسور ، موسوم بالطيبة ، رجل ينسٍِق أفعاله بآلية الخير المعتادة ، أشبه بقديس رحمة ، كان يطلّ عليها كلّ صباح بابتسامة مألوفة ، اختلطت الأمور لديه فجأة ، فالنميمة لها جسد ورأس لايعرفان القيلولة ، مخططات اخذت طريقها إليه ، شِبَاك عنكبوتة غطت فكره بأعجوبة ، يده البيضاء احترقت ، دخلت جيبه و خرجت مغلولة ، نسيَّ أن الخير بحراً لا ينضب..!!
رسالة حازمة موجهة إلينا :
( لن نجد وطناً أفضل ، ولاباباً مفتوحاً ، إن لم نغتسل من ينبوع الصدق ، لندع ضياء الصيف المبهر يسكن قلوبنا ، نعلن نهاية حالات الحداد المتراكمة ، نستبدل ثيابنا الصارمة ، نترك موسيقى “البيانولا” تملأ مساماتنا بمرح ، عطر الغسق يزهر في عقولنا ، نطهِّر احقادنا بمصفاة الزمن ، تعود حمائم السلام ترشدنا لأمل ، لن يضرّنا أصدقائي إن ألقينا بهمومنا على أكتاف بعضنا فنحن في النهاية بشر ، نخطأ لنتعلم أنَّ الأخلاق
بكل ما فيها من قيم “الحق ، الخير ، الجمال ”
لن تموت فينا أبداً ..!!!!
**لوحة الفنان خالد الشيباني
—————–
/ سورية
الثالث والعشرين من رمضان
اسطنبول