أولا : كل عام وأنتم بخير
أقولها لكل مصر ولكل إنسان علي وجه الأرض
أقولها برغم التفجيرات وبرغم القتل والدماء
وأقول لهم : مصر ستظل قوية , وستظل مصر , مهما قتلتم جنود ومهما حاولتم زرع فتن طائفية . ومهما حاولتم بث السموم في أفكار الذين يستمعون لكم .
مصر ستظل قوية لأن فقراءها يحبونها أكثر من الأغنياء , وأنه مهما كانت الحياة صعبة لن تتحول قلوبهم عن حب مصر .
ومصر ستظل في وحدة وطنية , مهما حاولتم زرع الفتة , ومهما حاولتم التفريق .
أقول لكم : إن القتل والرعب الذي يحدث ويطال كل مصر ولكن لن يطال أي مصري في وطنيته , ويؤثر في مصر ولكنه لا يزعزعها أبدا , ولن ينال من أن مصر نسيجها واحد .
أقول لكم : مر علي مصر كثير جدا من الظلم والإستعمار , والمجاعات لدرجة كما قرأت أن الناس شربت بول الحمير عندما جف النيل . وذهبت ماء النيل وظلت مصر , ومات المصريين وظلت مصر , وحدثت مجاعات وظلت مصر لأن مصر قوية ولن تنحني .
أقول لكم : إن قتلكم للأبرياء من الجنود الذين يحمون الوطن ويدافعون عنه لن يقلل من عزيمتهم , بل بالعكس يؤكد شيئا واحدا أن اليد التي تخرب لا تعرف الله , وليس لها أي دين .
لا يوجد دين يقول أنتقم من هيئة أو مؤسسة أو أبرياء إن مات لك قريب أو حتي قتل ظلما .
لا يوجد دين علي وجه الأرض يقر قتل أحد مقابل أحد , أو إنقاما من شخص لم يفعل شيئا .
أقول لكم : لقد مر علي مصر ما هو أسوأ من ذلك , وغزاها الإنجليز والفرنسيين والهكسوس والرومان وذبحوا وقطعوا وأحرقوا الدور و البشر , وفعلوا كل ما هو منكر وقبيح .
ولكن صمد المصريون وحاربوهم ودافعوا عن مصرهم وبلدهم . وكثيرون أضروا بمصر و كلهم ذهبوا وظلت مصر .
ولكن يبقي السؤال ……..
لماذا لا نهتم جيدا بتأمين المنشآت ؟ لماذا عندما يحدث تفجيرات نقف علي أهبة الإستعداد ونمشط , ونعيق المرور , ونحمل المواطن العادي أكثر من طاقته .
ثم نهدأ ونعود إلي سابق عهدنا , ونتكاسل .
أنا لا اعرف بالضبط كيف تم االحادث الذي حدث اليوم , ولكن لابد أن هناك تقصير ولابد أن نعترف به , لكي نتجاوز تلك المحن ونحسن من أنفسنا وأداءنا .
ولابد من تأمين أي منطقة حيوية وحمايتها بالذخرة الحية , المدربة والتي لديها الوعي الكافي متي وأين تطلق النار . فيكون لديها القدرة علي الحماية الفائقة دون الدخول في إيذاء ضحايا .
إن الذين يريدون هدم مصر سيظلون في التدبير , ولكن يجب أن نقف لهم بالمرصاد ,.
وأقول لهم لن توجد جنة , ولا حور عين لقتلة الأبرياء , وأعلم جيدا أنهم لا يريدون جنة ولا حور عين . إنما يريدون إلصاق أعمالهم بالدين لتشتيت فككر البسطاءوالجاهلين .
ولكنهم يفعلون ذلك مقابل الدنيا وفقط , مقابل المال والهدايا والعطايا , أما الذين يظنون أنهم ينتحرون من أجل إرضاء الله , فأبشرهم بأن الله لا يرضي عن القوم الظالمين .
بل بالعكس إن الله توعد من قتل النفس أيا كان دينها حتي لو كانت كافرة لا تؤمن به , لأن الله لم يعطي لأي بشر سلطة محاسبة عن الناس عن دينهم وعن معتقداتهم .
وأقول لنا جميعا إن مصر ليست هي الأراضي والنيل والجبال والصحاري . مصر هي شعور الحب الكامن بقلوبنا , وهي الآمان والملاذ , والأهل والأصدقاء والذكريات والمستقبل وهي أغلي وأكبر من كل شئ . وستظل باقية ليوم الدين .
لأن الله لن يخذل بلدا قال عنه في كتابه ( أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) .
وبرغم كل شئ – كل عام وانتم بخير