.كتب : طارق درويش
التجارب التنموية الناهضة التى انطلقت فى العقود الماضية شرقا وغربا كان نجاحها من بوابة التعليم،حقيقة ادركتها الشعوب العربية لذلك كان السعى بنسب متفاوتة فى سبيل إصلاح نظم التعليم ، و تعاقبت على مصر عدة حكومات ووزراء للتعليم و تكدست تقارير رصد الواقع و مشكلاته التى تتفاقم يوما بعد يوم ليتراجع التعليم المصرى على المستوى العالمي و يتراجع الرضا الشعبى عن منتوجات التعليم ، حتى القى د. طارق شوقى وزير التعليم بحجر فى المياه الراكدة لتطفو كافة مشكلات التعليم على السطح و يصبح التطوير مطلب شعبي وضرورة وطنية سياسية و إجتماعية و اقتصادية و تنطلق المسيرة الإصلاحية على مسارين ، المسار الأول بدأ تطبيقه من رياض الأطفال و الصف الأول الابتدائي و المسار الثانى بدأ تطبيقه على الصف الأول الثانوي هذا العام لينهى معاناة الثانوية العامة خلال ثلاث سنوات ، و كان جوهر منظومة الإصلاح هو تغيير معايير التقييم المستمرة و ليس فقط فى اخر العام الدراسى اعتمادا على الفهم و الاستيعاب و ليس على الحفظ و التلقين الى جانب إستكمال المهام الأخرى بغرض الارتقاء بالمدارس و رفع كفاءة المعلمين و تحديث المناهج و تم اتاحة (تابلت) لكل طالب مجانا و استحداث بنك الاسئلة لتدريب الطلاب على الامتحانات .
و بذلك جرى إعادة هندسة التعليم المصرى و تبدأ مصر خطة تغيير معايير التقييم و تحسين البيئة المدرسية و تغيير منظومة الالتحاق بالجامعات مما يحفز التلاميذ على انتهاج طريق الفهم و التحليل لتكون النقلة النوعية فى النظام التعليمي على كافة الاصعدة لتضع مصر نفسها فى مصاف الدول الصاعدة التى تعتمد فى تطورها على مقوماتها الذاتية و دراسة التجارب الناجحة حول العالم باعتبار التعليم مشروع اقتصادى و انسانى ، و مازلنا نذكر التقرير الاكثر شهرة فى العالم (امة فى خطر ) الذى قدمه ريجان عام 1983 م أمام الكونجرس الأمريكي و تم الحاق تقرير اخر به فى بداية الالفية الثالثة بعنوان ( مازالت الأمة فى خطر ) الذى كان ناقوس و إنذار يرصد تراجع التعليم الأمريكى فى التصنيف العالمي و احتلال الطلاب الأمريكيين مراكز متأخرة فى العلوم و الرياضيات مما استنفر طاقات المجتمع لاعادة صياغة التعليم و دراسة التجارب الأسيوية الناجحة ، و على النقيض تم إغراق بعض المجتمعات العربية فى مشكلات امنية و اقتصادية و تكريس نظم تعليم تعمل على التمييز الطائفى ، إلا أن هذا لم يمنع ظهور التجارب الناجحة فى البحرين و الإمارات و مصر التى بدأت طريق الصعود