سامى ابورجيلة
حينما تكون التجارة باسم الدين ، أو التجارة السياسية بدماء الغلابة ، والمحبطين بدلا من أن نأخذ بأيديهم ، وبدلا من أن نخفف عنهم ، أثناء الملمات ، والنكبات ، والحوادث الكبرى الغير منتظرة ، وكل ذلك للأسف الشديد بحثا عن مغنم سياسى ، أو زعامة واهية كاذبة ، اذا نحن نعيش فى مجتمع غير سوى ، وأجواء كاذبة ، تتحين أى فرصة للانقضاض على الوطن ، والانقضاض على انقاض الضحايا ، من اجل مصلحتهم الشخصية ، أو مأرب شخصى ، اذا هنا يمون هناك خللا مبيرا فى المنظومة السياسية ، والحزبية ، وخلل فيمن يتصدروا المشهد السياسى .
المعارضة الحقيقية فى الدول المتقدمة سياسيا وديموقراطيا ، تتوحد وتلتف حول الحكومة ، وتنحى التناحر السياسى جانبا ، ، حينما تتعرض بلادهم ، وأوطانهم لملمات ، أو حوادث كبيرة كانت ، أو صغيرة .
هذا مايحدث فى الدول العريقة سياسيا ، وديموقراطيا ، أما نحن فى مصر فيحدث غير ذلك ، بل ان شئت قل ( عكس ذلك ) .
اذا كان فى مصر مايتطلب التكاتف ، ويتطلب أن نكون يدا واحدة حتى نعبر مانحن فيه ، نجد للأسف من يركب الموجه باسم الضحايا ، ويتاجر بدمائهم ، وبأرواحهم مدعيا للثورية ، ويزايد عليهم ، احيانا باسم الدين ، واحيانا باسم ممن يسمون انفسهم ( نخب سياسية ) ولاهو لانخب ، ولاهم يعرفوا معنى السياسة .
بل وتراهم كأنهم فى فرح ، وسعداء على ماجرى ، وكأن السماء أرسلت لهم طوق نجاه للتجارة على آلام المصريين ، والمزايدة بتلك الآلام ، وادعاء الزعامة الزائفة ، والكاذبة .
فهؤلاء لايعنيهم لا أمن ، ولا استقرار الوطن من قريب ، أو من بعيد ، بل كل مايهمهم مصلحتهم الشخصية ، والقفز على السلطة بدون وجه حق ، حركات فوضوية ، جماعات التجارة بالدين ، مؤسسات ومنظمات حقوق انسان ، وهى بعيدة كل البعد عن معنى حق الانسان ، فهؤلاء وأمثالهم يريدون سكب البنزين على النار المشتعلة ، والمؤججه ، ويريدون الرقص على حطام الوطن ، وعلى آلام البشر .
هؤلاء من أرادو توريط مصر فى مقتل الشاب الايطالى ( ريجينى ) بلا دليل الا كرههم للشركة ، وجهاز المخابرات ، واجهزة الدولة الرسمية والوطنية .
لذلك وجب على الشعب المصرى عدم الانصياع لهؤلاء الشراذم ، ووجب علي المصريين الالتفاف حول مؤسساتهم ، وقيادتهم ، وعدم الالتفات الى هؤلاء .