نقل محمد جمال عبد القادر
يقول الإمام محمود رمضان البرام أمام وخطيب مسجد الادارسة برأس غارب إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره سبحانه نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
وأشهدأن سبدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله أرسله الله رحمه ونورا وهداية للعالمين وجاء بالقرآن الكريم ليكون هداية ورحمة لاشقاء ونقمة
أما بعد أيها الأخوة المسلمون
ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺰﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ، ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ، ﻭﻣﻌﺠﺰﺗﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ، ﻭﻫﺪﺍﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ” ﻛِﺘَﺎﺏٌ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻟِﺘُﺨْﺮِﺝَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻈُّﻠُﻤَﺎﺕِ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻨُّﻮﺭِ ” ، ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻌﺒﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻼﻭﺗﻪ ﺁﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ” ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺘْﻠُﻮﻥَ ﻛِﺘَﺎﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺃَﻗَﺎﻣُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻭَﺃَﻧْﻔَﻘُﻮﺍ ﻣِﻤَّﺎ ﺭَﺯَﻗْﻨَﺎﻫُﻢْ ﺳِﺮّﺍً ﻭَﻋَﻼﻧِﻴَﺔً ﻳَﺮْﺟُﻮﻥَ ﺗِﺠَﺎﺭَﺓً ﻟَﻦْ ﺗَﺒُﻮﺭَ ” ، ﻓﻴﻪ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ، ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ ﻻ ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﺿﻞ ﺿﻼﻻً ﺑﻌﻴﺪﺍً ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻋﺠﺰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﻦ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﺃﻗﺼﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﻨﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ” ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻲ ﺭﻳﺐ ﻣﻤﺎ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺑﺴﻮﺭﺓ ﻣﻤﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﺍﺩﻋﻮﺍ ﺷﻬﺪﺍﺀﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ” ، ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ، ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ، ﻣﻘﺮﻭﺀ ﺑﺎﻷﻟﺴﻨﺔ ، ﻣﺴﻤﻮﻉ ﺑﺎﻵﺫﺍﻥ ، ﻓﺎﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ، ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻣﻨﻪ ﻋﺸﺮ ﺣﺴﻨﺎﺕ ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺑﺘﻼﻭﺗﻪ ﺃﻡ ﺑﺘﺪﺑﺮ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻢ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ ، ﻓﻔﻴﻪ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ، ﻭﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﻭﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ، ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﻓﻼﻙ ، ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻻ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻏﻔﻞ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺃﻭﺿﺤﻪ ، ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ : ” ﻛِﺘَﺎﺏُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓِﻴﻪِ ﻧَﺒَﺄُ ﻣَﺎ ﻗَﺒْﻠَﻜُﻢْ ، ﻭَﺧَﺒَﺮُ ﻣَﺎ ﺑَﻌْﺪَﻛُﻢْ ، ﻭَﺣُﻜْﻢُ ﻣَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ، ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻔَﺼْﻞُ ﻟَﻴْﺲَ ﺑِﺎﻟْﻬَﺰْﻝِ ، ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻣَﻦْ ﺗَﺮَﻛَﻪُ ﻣِﻦْ ﺟَﺒَّﺎﺭٍ ﻗَﺼَﻤَﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ، ﻭَﻣَﻦِ ﺍﺑْﺘَﻐَﻰ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻓِﻲ ﻏَﻴْﺮِﻩِ ﺃَﺿَﻠَّﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ، ﻓَﻬُﻮَ ﺣَﺒْﻞُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻤَﺘِﻴﻦُ ، ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟﺬِّﻛْﺮُ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢُ ، ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟﺼِّﺮَﺍﻁُ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﻘِﻴﻢُ ، ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻟَﺎ ﺗَﺰِﻳﻎُ ﺑِﻪِ ﺍﻟْﺄَﻫْﻮَﺍﺀُ ، ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻠْﺘَﺒِﺲُ ﺑِﻪِ ﺍﻟْﺄَﻟْﺴِﻨَﺔ ، ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺸْﺒَﻊُ ﻣِﻨْﻪُ ﺍﻟْﻌُﻠَﻤَﺎﺀُ ، ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺨْﻠَﻖُ ﻋَﻦْ ﻛَﺜْﺮَﺓِ ﺍﻟﺮَّﺩِّ ، ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻨْﻘَﻀِﻲ ﻋَﺠَﺎﺋِﺒُﻪُ ، ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻟَﻢْ ﻳَﻨْﺘَﻪِ ﺍﻟْﺠِﻦُّ ﺇِﺫْ ﺳَﻤِﻌَﺘْﻪُ ﺃَﻥْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ( ﺇِﻧَّﺎ ﺳَﻤِﻌْﻨَﺎ ﻗُﺮْﺁﻧًﺎ ﻋَﺠَﺒًﺎ ) ، ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻣَﻦْ ﻗَﺎﻝَ ﺑِﻪِ ﺻَﺪَﻕَ ، ﻭَﻣَﻦْ ﺣَﻜَﻢَ ﺑِﻪِ ﻋَﺪَﻝَ ، ﻭَﻣَﻦْ ﻋَﻤِﻞَ ﺑِﻪِ ﺃُﺟِﺮَ ، ﻭَﻣَﻦْ ﺩَﻋَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻫُﺪِﻱَ ﺇِﻟَﻰ ﺻِﺮَﺍﻁٍ ﻣُﺴْﺘَﻘِﻴﻢٍ ” [ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ] ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺩﺳﺘﻮﺭﻧﺎ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻧﺒﺮﺍﺳﻨﺎ ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﺮﺃﻩ ﻧﺤﻦ ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻓﻬﻞ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺅﻭﻩ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ” ﻭﻗﺮﺁﻧﺎً ﻓﺮﻗﻨﺎﻩ ﻟﺘﻘﺮﺃﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺚ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻳﻼ ” ، ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈﻤﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻟﻤﻦ ﻗﺮﺃ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻋﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻪ ، ﻓﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻑ ﻋﺸﺮ ﺣﺴﻨﺎﺕ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻊ ﻋﻠﻴﻢ فعلينا أن نتخلق بأخلاق القرآن ونتأدب بأدبه
اللهم أرزق مصر أمنا وأمانا وأمنافى أوطاننا وخلقنا بخلق القرآن يارب العالمين
والله أعلى واعلم