عادل السيد
أكدت دار الإفتاء، أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما كان واليًا على مصر كان يحض المصريين على الخروج للربيع، وكان المصريون يحتفلون بالربيع بعد انتهاء صوم المسيحيين، وذلك ترسيخًا لروح الجماعة الوطنية، مشيرة إلى أن ذلك لا يتناقض مع الشرع.
وكتبت دار الإفتاء : “كان الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه – والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام، ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في “فتوح مصر والمغرب”، وابن زولاق في “فضائل مصر وأخبارها”.
وأضافت الدار: “لَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة”.
وقالت: “هذا معنًى إنسانيٌّ راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان، والتأكيد على المشترك الاجتماعي، الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة”.