صدر حديثًا للدكتورة هناء حسين قرني، كتاب جديد بـ عنوان “الإعلام الجديد وتشكيل الرأي العام نحو الدور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسات الرئاسة “صندوق تحيا مصر نموذجًا””، والصادر عن دار العلا للنشر والتوزيع لعام 2022 .
يتناول في ثناياه تلك التأثيرات القوية والمتداخلة التي يصنعها الإعلام في المجتمع والاقتصاد والسياسة، منذ اللحظة الأولى لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر كان صادقًا مع نفسه ومع المصريين،حين أعلن بوضوح أن حجم التحديات التي تواجه الدولة كبير على كافة المستويات (سياسيًا واقتصاديًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا)،كما أكد أن مواجهة هذه التحديات لا يأتي إلا بتضافر جهود المصريين جميعًا .
وقد اختار شعار”تحيا مصر” ليدل على ضرورة إعلاء مصلحة الوطن فوق الأهواء أو المصالح الشخصية، وقد أصبح الرأي العام حول أداء الرئيس حقيقة سياسية مهمة جدًّا في حد ذاتها تدخل في الحسابات التي تصنعها الشخصيات السياسية،ويهتم الرئيس بالرأي العام في كل الأوقات،فهو معني بقياس نسبة الذين يوافقون ويؤيدون أداءه لوظيفته ؛حيث تمثل رأس ماله السياسي،وقدرته على إنجاز الأمور،وفي ظل الديمقراطيات الحديثة يُعد الرأي العام الإلكتروني Online Public Opinion للجماهير عبر مواقع الشبكات الاجتماعية أحد المحددات الضمنية الموجودة والمؤثرة في صنع القرار الرئاسي.
و الكتاب على أربعة فصول رئيسية، وهي كالتالي: الفصل الأول،الذي ناقش تحليل موقف الرأي العام الإلكتروني تجاه الدور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسة الرئاسة المصرية من خلال الصفحة الرسمية للصندوق على موقع فيس بوك بوصفه مجالًا عامًّا جديدًا،والتعرف على كيفية استخدام الرئاسة المصرية لوسائل الإعلام الجديد في الدعاية والترويج لصندوق تحيا مصر. وتقديم وتطبيق أدوات بحثية جديدة في تحليل محتوى Content Analysis صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على قاعدة بيانات ضخمة،وذلك بالاعتماد على موقعيْ Analytics Facebook،Socialbakers اللذيْن يستخدمان في جمع البيانات عبر مدة زمنية طويلة من مواقع التواصل الاجتماعي .
و الفصل الثاني يتطرق إلى توظيف الإعلام الجديد للاستراتيجيات الاتصالية في المؤسسات والمنظمات) ، وعمدت الباحثة في هذا الفصل إلى تقديم إطار معلوماتي حول الحكومات الاجتماعية والمصطلحات الحديثة المتعلقة بالشبكات الاجتماعية ، وكيفية توظيف الإعلام الجديد للاستراتجيات الاتصالية في التسويق الاجتماعي من خلال الشبكات الاجتماعية للحكومات والمؤسسات والمنظمات.
أما الفصل الثالث يتناول الرأي العام والدور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسة الرئاسة المصرية “صندوق تحيا مصر نموذجًا”)، ناقش هذا الفصل في المبحث الأول ماهية الرأي العام ومدى تأثره بوسائل الإعلام الجديد والرأي العام الإلكتروني وطرق قياسه،أما المبحث الثاني فهو مرتبط بعرض الدور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسة الرئاسة المصرية،وقد تناولت فيه الباحثة مؤشرات تقييم نجاح المؤسسات الرئاسية في العالم لدى الرأي العام، وتقييم الرأي العام المصري للدور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسة الرئاسة المصرية،كما جاء المبحث الثالث بعنوان الإعلام الجديد ودوره في تنمية الاقتصاد الاجتماعي،وأبرز المبحث الرابع نشأة صناديق التنمية الاجتماعية الاقتصادية في العالم،بالإضافة إلى نشأة صندوق تحيا مصر وأهدافه واختصاصاته،وما يحتويه من برامج ومبادرات ومشروعات تنموية.
ويتطرق الفصل الأخير نتائج الدراسة التى سعت الباحثة فيه إلى عرض نتائج الدراسة “الميدانية والتحليلية” من خلال المبحث الأول الذي تناول نتائج الدراسة المسحية للجمهور ،وناقش المبحث الثاني النتائج التحليلية للدراسة من خلال تحليل المحتوى الخاص بالصفحة الرسمية لصندوق تحيا مصر على موقع الفيس بوك من عام 2015 حتى عام 2019؛ أي منذ إنشاء الصندوق وحتى توقف الباحثة عن جمع البيانات،وجاء المبحث الثالث النهائي بعرض النتائج العامة للدراسة ومناقشتها طبقًا لأهداف وتساؤلات الدراسة،وتقديم توصيات مقترحة وأفكار ومقترحات لدراسات وبحوث مستقبلية.
ويأتي هذا الكتاب كمرجع يضاف للمكتبة الإعلامية العربية ليسهم في توفير خلفية معلوماتية لصناع القرار والمسئولين حول اتجاهات الرأي العام المصري نحو أداء الرئيس،بما يفيد في تعديل أو تغيير أو الاستمرار في انتهاج بعض السياسات بما يلائم حاجات الرأي العام. كما ساعد في الخروج بمجموعة من المؤشرات أو المقترحات التي قد تفيد الرؤساء أو المسئولين والقائمين على صناعة القرار واتخاذه في الوقوف على أسباب رضا الرأي العام عنهم أو سخطهم عليهم،وتطوير استراتيجيات التعامل مع الجمهور بما يحقق استقرار المجتمع.
ويذكر أن هذا الكتاب منبثق من رسالة الدكتواره الخاصة بالكاتبة هناء حسين قرني ، مدرس الإعلام والرأى العام بكلية البنات جامعة عين شمس والحائزة عن أفضل رسالة دكتواره لعام 2020/2021من قسم الاجتماع تخصص الإعلام ، والتصفيات النهائية لجائزة الشارقة للاتصال الحكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن فئة أفضل بحث علمي للجائزة لعام ٢٠٢١.