بقلم : على الصاوى
جسد المتنبي قديما فى أحد أبيات قصائده حالة الخنوع والذل التى تسيطر على حكامنا العرب اليوم أمام الكوارث التى حلت بنا فقال
أرانِبُ غَيرَ أنّهُمُ مُلُوكٌ ..مُفَتَّحَةٌ عُيُونُهُمُ نِيَامُ
فلماذا شبة المتنبي ملوك العرب بالأرانب فى هذا البيت؟؟ إن الأرنب لا ينام إلا وهو مفتح العينين فإذا جاء صياد مبتدئ ليصطاده ظن أنه مستيقظا ، لكن إذا كان صياد على درجة عاليه من الإحتراف إصطاده بهدوء واطمئنان وهذا لعلمه المسبق بحال الأرانب وطبيعة تكوينها ، أراد المتنبي أن يسقط هذا المعنى على حال الوهن الذى نخر فى عظام ملوك العرب ومدى ضعفهم وسهولة اصطيادهم من الأنظمه الغربيه والأمريكيه عبر مخططات طويلة المدى تنال من وحدتهم وكرامتهم، فى حين أن النظره العامه تقول أن منطقتنا هى من أغنى المناطق فى العالم بعد أن حباها الله بنعم وثروات طبيعيه مقابل الجفاف الأرضى وندرة الموارد الطبيعيه لدى كثير من دول الغرب !! ومع ذلك فهم يقودون العالم ورايتهم ترفرف عالية فى سماء العلم والتقدم الحضارى.
والعرب ليس لهم سيادة فى قرار بل لقد تحول هاجس الأمن والإستقرار فى بلادهم إلى غاية لا تدرك بعدما تقسمت المنطقه إلى فرق عرقيه غذتها الطائفيه البغيضه بالتطرف والكراهية تجاه كل مسلم !! بل أصبحنا كالكرة بين أرجل الأعداء يلعبون بنا على موائدهم السياسيه ،وتكاثر الأكلة على القصعه ولم يعد فيها سوى بقايا من الفتات المتناثر المتساقط من بين أنيابهم الغادره.
حلب تصرخ وتشتد بها المحنه ويموتون صرعى وجوعى ولا أحد يلتفت إليهم، تحصدهم طائرات الغدر الروسي وتنتهك حرماتها الميشليات الإيرانيه بغطاء طائفى بغيض بمباركه إيرانيه وصمت دولى فقد ضميره وسقطت مبادئه المصطنعه الذى يتغنى بها ليل نهار فى المحافل والمؤتمرات ، ومع كل هذا لم يتحرك جفن حاكم عربى واحد تجاه هذا الظلم الواقع على بنى جلدته، فى حين هرولوا وفزعوا حين اشتعلت النيران فى جسد الكيان الصهيونى على أرض فلسطين وهرول الجميع لنجدتهم وتقديم فروض الولاء والطاعة كى ينالوا رضا الكيان الصهيوني فى مشهد فاضح كشف جذور الخيانه المتأصلة فى دم هؤلاء الأعراب ومدى تأمرهم على قضايا الأمه .
إن من سننه الله فى خلقه أنه ينزل البلاء على بعض البلاد المسلمه ليختبر إسلام البلدان الأخرى وينظر ما الذى سيفعلونه لإخوانهم المستضعفين، والشده التى نزلت ببلاد الشام فضحت العروبه الزائفه التى يترنم بها العرب ،وكشفت زيغ قلوبهم وولائهم للغرب الصليبى فتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وسوف تصحبهم اللعنه إلى أن يموتوا ولن يرحم التاريخ أحد ، لكنى أقولها بملئ فمى أن حلب سوف ترجع للحاضنه السنيه وتعود لولؤه وجوهره على تاج الشام الرؤوم التى باركها القرأن الكريم ومدحها النبى حين قال ” اللهم بارك لنا فى شامنا” وكررها ثلاث مرات .
وأذكر موقفاً تاريخياً لهذا البلد الصامد فى جهادهم أمام عدوهم الفرنجه كما ذكره ابن كثير فقال ” فضاق الأمر بالحلبيين إلى حد أكلوا فيه الكلاب والميتات وقلت الأقوات ونفد ما عندهم وفشي فيهم المرض وكانوا يإنون من شدة المرض ومع كل هذا البؤس والشقاء كان إذا ضرب السوط لزحف الفرنجه قام المرضى كأنما أنشطوا من عقال وزحفوا إلى الفرنجه وردوهم ثم عادوا إلى فراشهم يستريحون.
حلب سوف تعود أصمد عودا وأثبت عمودا، فالشده بتراء لا دوام لها وإن طالت ، وسوف نقول جميعا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، وأما أنت يا بشار يا سادن بيت النار، يا لاعق حذاء القيصر فأبشر بما يسوؤك فلن يدوم لك بوتين ولا خامنئي وستهزم وتموت موته على شاكلة أعمالك الإجرامية